َمن يهزم النصر؟

إن النصر مختلف تماما اليوم، وربما «كعمل إداري وفني» لم يحدث في تاريخ النصر العريق موسما كهذا املوسم حتى اآلن، فكل ما يفعله الفريق النصراوي بقيادة العبقري «كارينيو» يجعل كل التوقعات تصب في مصلحته كبطل منتظر لهذا املوسم. وال أظن إدارة النصر وهي تعد الفريق كانت تفكر في بطولة الدوري فقط، يبدو أن الطموح كبير، وال يوجد طموح أكبر من تحقيق البطولة اآلسيوية. فاملجموعة التي يديرها كارينيو متفوقة ا (أجانب ومحليون)، ومن الصعب على أي فريق في دوري األمير محمد بن سلمان للمحترفني هزيمته، وقد يقول قائل: النصر لم يخض مباريات صعبة، ولم يختبر االخـتـبـار الحقيقي، وهــذا كــام صحيح، لكن مـا نشاهده على أرض امللعب يعطينا انطباعا قويا جدا بأن النصر فريق مكتمل ومكتسح، بـدلـيـل أن بـعـض املــدربــني مــن األنــديــة الـكـبـيـرة املـنـافـسـة مـثـل الهال واألهلي يحضرون ملتابعته وتدوين املاحظات التي قد تخدمهم في مباراتهم معه، رغم أن املدة الزمنية ملوعد املباراتني ليست قريبة. ففي النصر عمل متكامل ومنسجم بني اإلدارة، التي بدورها وفرت كل شـيء لاعبني، والجهاز الفني الــذي درس الفريق جيدا وقــدم تقريرا واضحا باحتياجات الفريق ملوسم طويل وشاق. وبعد مضي الجولة السادسة اتفق النقاد باإلجماع على قوة النصر الفنية وصعوبة هزيمته، معللني ذلـك بامتاكه كل مقومات البطل، فمتى ما حافظ النصر على هذا التوهج واستمر بهذا العطاء والجهد والحماس سيحقق هذا املوسم كل أهدافه. إن أكثر شيء ممكن أن يخشاه املتابع املهتم بالشأن النصراوي على النصر أن يتسلل الغرور والثقة الـزائـدة للفريق، ومـن ثم يبدأ مؤشر الهبوط بالتحرك، فتحضر النتائج السيئة التي ستفقده كل شيء رغم ضخامة الفاتورة املدفوعة لصنع هذا الفريق القوي. وحتى اآلن يقدم النصر هــذا املـوسـم رسـالـة تنظيمية رائـعـة، تتمثل فـي أن االستعداد الجيد واالختيار املناسب وخلق البيئة الجيدة للعمل في أي فريق كرة قدم ستكون النتائج حتما مقرونة بحجم العمل.