معلومات أردوغان ومطالبه !
لم يأت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خطابه أمس بأي معلومات جديدة، وكـان سيكون خطابا مدويا لوال أن السعودية بادرت بكشف نتائج تحقيقاتها بكل شفافية خال األيــام املاضية، وهـو مـا يؤكد أن كشف الحقائق والتعامل بشفافية مع األحــداث والــرأي العام هو الخطوة األهــم على طريق الخروج من أي أزمة! فعليا بدا الرئيس التركي دبلوماسيا ومتعقا في خطابه، طـابـقـت معلوماته جميع مــا أعلنته الـسـلـطـات السعودية، بينما بدا طلبه املزيد من التعاون في كشف بعض الحقائق واملــعــلــومــات مـنـطـقـيـا، وهـــو مــا يـمـكـن أن يـحـصـل عـلـيـه مع اسـتـمـرار التحقيقات وكـشـف نتائجها، أمــا طلبه محاكمة الجناة في تركيا فقد جاء في صيغة اقتراح، وهو ما يعني أنه يدرك الحدود الفاصلة سياديا وقانونيا في هذه املسألة، أما استنتاجه بأن القتل مخطط فيلزم إثباته براهني وأدلة! تلميحه للحاجة لتحقيق مستقل ومحايد، قد يكون سابقا ألوانه خاصة وأن نتائج التحقيقات السعودية مازالت أولية ولــم تعلن بشكل نهائي للحكم على جديتها وشفافيتها، رغـم أن الـبـوادر األولــى برهنت على شفافية سعودية تامة، وصـراحـة في االعـتـراف بوقوع الجريمة، وكشف معلومات غزيرة عن تفاصيلها الدقيقة! الذين توقعوا خطابا حادا ومعلومات صادمة تشبع نهمهم لتصعيد املوضوع وإشعال إثارته من جديد بعد أن هدأت أضواؤه نتيجة التحقيقات السعودية وصراحة معلوماتها أصــيــبــوا بخيبة أمـــل كــبــيــرة، والـتـقـطـوا أجــــزاء صـغـيـرة من الخطاب متجاهلني األجـزاء األكبر التي أشاد فيها الرئيس أردوغان بامللك سلمان وطابقت فيها معلوماته التحقيقات السعودية الساعية للوصول إلى الحقيقة! من جانبنا، ال نملك سوى املضي قدما في طريق الشفافية لكشف املتورطني ومحاسبتهم، ليس إرضاء للعالم وللرئيس الـــتـــركـــي أو قــصــاصــا لــــدم الــضــحــيــة، بـــل إرضــــــاء ألنفسنا وقـصـاصـا لقيمنا الـتـي انتهكتها هــذه الـجـريـمـة الشنيعة وضمان عدم تكرارها!