Okaz

حماية املستهلك يتيمة

-

لدي شواهد تشير إلى أن حماية املستهلك التي انتعشت وعاشت في نشوة وقوة إبان تولي الدكتور توفيق الربيعة حقيبة التجارة بدأت تمرض منذ توليه «الصحة»، صحيح أنه ما زالت له عالقة بالحماية بطريقة أو بأخرى، لكن حماية املستهلك فقدت شيئا من هيبتها في وقت املستهلك فيه بأمس الحاجة إلى الحماية، ثم إن اإلجراء ات التي تبدأ قوية ثم تبدي نعومة وضعفا تستغل، تماما مثل شخص يبدي شجاعة ثم يهرب من ساحة العراك فجأة فإن كل جبان يالحقه وينال منه ولو بحجر. ال أقـــول هــذا الــكــالم جــزافــا، فـقـد كـنـت وبـكـل فـخـر أحــد ٥٣ كاتبا وصحفيا وأديبا واقتصاديا وناشطا في مجال حماية املستهلك، أسسنا وبنجاح جمعية حماية املستهلك التي فقدت كثيرا من دورها في ما بعد. ومـن شواهد ضعف حماية املستهلك عــودة وكــالء السيارات في العبث فـي أمــر الصيانة، وقـطـع الـغـيـار، ومــدة الـضـمـان، وماهو مشمول بالضمان ومــا هــو خــارجــه، وتحميل صـاحـب السيارة تكاليف يفترض أنها مشمولة بالضمان! ومن الشواهد عودة عبارات (البضاعة ال ترد وال تستبدل) التي ألغيت يـومـا مـا ففرحنا، والــيــوم أصـبـح الـبـائـع يتبجح بعبارة (اإلرجـــــ­ــاع مــمــنــو­ع ألنــهــا مــخــفــض­ــة) وهــــي لــيــســت مــخــفــض­ــة، بل تخفيضها هو ذلـك الـذي أشـار إليه أستاذنا حمد القاضي بأنه خصم جزء يسير من ربح فاحش يفوق ٠٧٪، كما أصبحت عبارة (الـتـرجـيـ­ع خـــالل يـــوم واحـــد واالســتــ­بــدال خـــالل ثــالثــة أيــــام) هي الرائجة وأقوى حقوق املستهلك وأكثرها منة. لم يعد التهديد بـوزارة التجارة يحرك ساكنا في التاجر وال في الوكيل وال فـي املتجر، وتـكـاد تسمع عـبـارة (أعـلـى مـا فـي خيلك اركبها) إذا هددت باملطالبة بحقوقك. حتى أرقـام بالغات وزارة التجارة أصبحت تسمع منها عبارات انهزامية غريبة، مثل العمر االفتراضي للجهاز ثماني سنوات! مع أن ضمان بعض األجهزة في الدعايات واإلعالنات عشر سنوات! ال أحــــب األمــثــل­ــة الـشـخــصـ­يــة لــكــن االســتــش­ــهــاد بــهــا أبــلــغ وأكثر مــصــداقـ­ـيــة، لــــدي بـــاب كــــراج الــســيــ­ارة فـــي مــنــزلــ­ي، انــكــســ­ر كفره البالستيكي الصغير الــذي يسهل حركته في املـجـرى، والسيارة بداخل الـكـراج وأصبح فتح الباب مستحيال، وعلى مـدى عشرة أيــام كنت أتلقى وعــودا من وكيله على لسان موظفني عـرب غير ســعــوديـ­ـني (أيـــن الــســعــ­ودة فــي اسـتـقـبـا­ل شـــكـــوى؟!) ثــم أصبحوا يقفلون جواالتهم، وتمكنت من الوصول إلى مديرهم بال فائدة فهم يريدون تسويق باب جديد! ثم تواصلت مع وزارة التجارة فقيل سنحاول علما أن عمر األبـواب االفتراضي ثماني سنوات!، وكأنهم يقولون من أجل كفر بالستيكي صغير (رح اشتر) بابا جديدا.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia