وداعًا.. صانع صحافة اإلثارة
•• ب ɝɝɝ وف ɝɝɝ اة أخ ɝɝɝ ي ال ɝɝ ع ɝɝ زي ɝɝ ز األس ɝɝɝ ت ɝɝɝ اذ ع ɝɝ ب ɝɝ دال ɝɝ ل ɝɝ ه عمر خـيـاط.. فقدت بعض نفسي.. ولـم أعـد قــادرًا على أن أتـخـيـل الـحـيـاة بــدونــه.. بـعـد أن كــان بالنسبة لـــي بــمــثــابــة الـــصـــديـــق الــــــذي تـــجـــده قــريــبــًا منك فــي مختلف الــظــروف.. رحـمـه الـلـه رحـمـة األبرار وأسكنه الجنة.. •• وإذا ك ɝɝ ان ه ɝ ن ɝ اك م ɝ ا أت ɝɝ ذك ɝɝ ره اآلن عنه أك ɝ ث ɝ ر من غيره.. فهو أنه سر تعلقي بهذه الصحيفة.. حني كــان يــرأس تـحـريـرهـا.. ويكتب بنفسه مـن أخبار ومــــــواد صــفــحــتــهــا األخـــــيـــــرة.. بـــأســـلـــوب جـــــذاب.. ومـــــشـــــوق.. ومـــثـــيـــر لــكــثــيــر مــــن األســــئــــلــــة.. وحب االستطالع عند القارئ.. •• فلقد كانت أخبار هذه الصفحة.. وتعليقاتها على درجة كبيرة من التشويق.. واإلثارة.. لفضول القراء ومتابعتهم اللصيقة للصحيفة.. وحرصهم على اقتنائها عند كل صباح.. •• وإذا كɝان هناك من كɝان يسمي تلك األخبار.. والقصص.. والتساؤالت بـ«اللغوصة» من زمالء املهنة في الصحف األخـرى.. إال أن كل واحد فينا كـان يعدم الـقـدرة على الحصول عليها وحبكها بمثل تلك الصورة املاهرة واملشوقة.. •• وإلى جانب تلك «اإلثارة» التي تشكلها أخبار هــذه الصفحة.. فــإن الصفحة السابعة الـتـي كان يــشــرف عليها ويــحــررهــا املــرحــوم بــإذنــه تعالى األســتــاذ عـبـدالـلـه عـبـدالـرحـمـن جــفــري كــانــت هي األخـــرى بمثابة وجـبـة يـومـيـة صباحية شهية.. تـــوفـــرت فـيـهـا كـــل عــنــاصــر الـــدســـامـــة.. واألناقة.. والــوســامــة.. والـــجـــذب.. بـمـا كـــان يـنـشـر فـيـهـا من موضوعات «جميلة» ومناكفات «مثيرة» وفنون متنوعة.. ارتقت بالكلمة.. وصعدت بالذوق العام إلى مستويات جمالية عليا.. •• وف ɝɝɝɝɝɝɝ ي ه ɝɝɝɝɝɝɝ ذه ال ɝɝɝ ص ɝɝɝ ف ɝɝɝ ح ɝɝɝ ة اج ɝɝɝ ت ɝɝɝ م ɝɝɝ ع ال ɝɝɝɝɝ ش ɝɝɝɝɝ ع ɝɝɝɝɝ راء.. والفنانون.. الـحـاملـون.. واملتشائمون.. األشقياء.. واملـريـحـون للنفس.. وبـــرزت مـن خاللها عشرات األقالم ألول مرة.. حتى أصبح بعضها فيما بعد.. «أيــقــونــة».. يــتــردد اسـمـهـا فــي كــل مــجــلــس.. ومن هؤالء شاعرنا املبدع األمير بدر بن عبداملحسن.. حتى اليوم.. •• ورغم وجودي في جريدة املدينة في تلك الفترة محررًا.. إال أنني ساهمت ببعض كتاباتي العابرة في هذه الصفحة «الجاذبة».. واكتسبت منها لغة الخطاب «الرومانسي» و«التهويمات» الشاعرية.. بحكم التأثر بأجواء الصفحة وطابعها الكتابي املتميز.. •• ح ɝɝ دث ه ɝɝ ذا ألن روح ع ɝ ب ɝ دال ɝ ل ɝ ه خ ɝɝ ي ɝɝ اط املرحة.. وحــســه املـهـنـي املــتــفــوق.. وعــالقــاتــه االجتماعية الـــواســـعـــة.. وشـخـصـيـتـه املــثــيــرة لــلــجــدل.. وحبه فـــي إثـــــارة األســئــلــة املــفــتــوحــة وتـــــرك الـــقـــارئ في مـــتـــاهـــات واســـــعـــــة.. هـــي الـــتـــي أكــســبــت «عكاظ» شخصية مـتـفـردة.. وبــالــذات عندما أضـافـت لها شــخــصــيــة «أبـــــي وجــــــدي» بـــعـــدًا آخــــــر.. بكلماته املجنحة.. وشاعريته الشفافة.. وروحــه الجميلة «يرحمه الـلـه».. تمثلت في ذلـك املزيج من الطرح الـــــعـــــذب.. بــحــيــث شــكــل االثــــنــــان هـــويـــة صحفية جـديـدة.. وغير مسبوقة.. في ظــروف جـافـة.. وفي ظــل إمــكــانــات مـــحـــدودة.. لكنها عبقرية الفنان.. وصــدق املـوهـوب.. وجمال الــروح التي تمتع بها الــخــيــاط وإلــــى جـانـبـه الــجــفــري.. يـرحـمـهـمـا الله رحمة األبرار.. •• من هنا.. أحببت «ع ɝك ɝاظ».. حتى قبل أن آتي إليها فـي ..ــــــه1401/1/21 لتبدأ بعدها وشائج صــداقــة متينة مــع الفقيد الـغـالـي «أبـــي زهير».. وتمتد إلــى هــذا الـوقـت. وكنت وإيــاه نجلس إلى بعضنا البعض فنتذاكر مختلف صـور املعاناة التي مر.. ويمر بها اإلعالم في بالدنا.. ونستعرض مختلف صــور الـنـضـال الـتـي أفـنـى ومــن سبقوه عمرهم وهم يؤسسون ملراحل متعاقبة من الكفاح املتواصل. •• وكثيرًا ما كان يهدئ من روعي وهو يتابع مسيرتي وقصص املعاناة التي واجهناها في هذه الصحيفة ويذكرني بما هو أشد صعوبة.. مما مر عليه.. وواجهه.. فيمتص بذلك الكثير من متاعبي.. ويعينني على االستمرار.. والصمود.. والصبر. •• ولذلك.. فإن عبدالله خياط.. الذي بدأ مندوبًا ثم مديرًا ملكتب جريدة البالد السعودية في مكة املكرمة إلى أن أصبح رئيسًا لتحرير «عكاظ» ذات يـوم.. وضع بصمات ومالمح الصحافة املهنية «األنيقة».. ليجد نفسه بعيدًا عن كرسي الرئاسة في لحظة فارقة.. ويعيش بقية عمره كاتبا في الصحيفة التي عاش فيها أجمل وأصعب أيام عمره.. عبدالله خياط الـذي فارقنا.. هو الرجل الـــــذي ال يــجــب أن تــنــســاه األجــــيــــال.. وال يغفل عـنـه املــؤرخــون لـلـمـهـنـة.. أو الـــدارســـون لتاريخ الصحافة الحديثة في اململكة.. وتلك مسؤولية الـجـامـعـات واألنــديــة األدبــيــة.. فلعلهم يفعلون شيئًا من أجله وكذلك من أجل غيره من الرواد.. وكــفــانــا جــحــودًا لــأعــالم والــــرمــــوز.. وتجاهال لعطاءاتهم التي ال تعد وال تحصى.