Okaz

وداعًا.. صانع صحافة اإلثارة

- هاشم عبده هاشم

•• ب ɝɝɝ وف ɝɝɝ اة أخ ɝɝɝ ي ال ɝɝ ع ɝɝ زي ɝɝ ز األس ɝɝɝ ت ɝɝɝ اذ ع ɝɝ ب ɝɝ دال ɝɝ ل ɝɝ ه عمر خـيـاط.. فقدت بعض نفسي.. ولـم أعـد قــادرًا على أن أتـخـيـل الـحـيـاة بــدونــه.. بـعـد أن كــان بالنسبة لـــي بــمــثــا­بــة الـــصـــد­يـــق الــــــذي تـــجـــده قــريــبــًا منك فــي مختلف الــظــروف.. رحـمـه الـلـه رحـمـة األبرار وأسكنه الجنة.. •• وإذا ك ɝɝ ان ه ɝ ن ɝ اك م ɝ ا أت ɝɝ ذك ɝɝ ره اآلن عنه أك ɝ ث ɝ ر من غيره.. فهو أنه سر تعلقي بهذه الصحيفة.. حني كــان يــرأس تـحـريـرهـ­ا.. ويكتب بنفسه مـن أخبار ومــــــوا­د صــفــحــت­ــهــا األخـــــي­ـــــرة.. بـــأســـل­ـــوب جـــــذاب.. ومـــــشــ­ـــوق.. ومـــثـــي­ـــر لــكــثــي­ــر مــــن األســــئـ­ـــلــــة.. وحب االستطالع عند القارئ.. •• فلقد كانت أخبار هذه الصفحة.. وتعليقاتها على درجة كبيرة من التشويق.. واإلثارة.. لفضول القراء ومتابعتهم اللصيقة للصحيفة.. وحرصهم على اقتنائها عند كل صباح.. •• وإذا كɝان هناك من كɝان يسمي تلك األخبار.. والقصص.. والتساؤالت بـ«اللغوصة» من زمالء املهنة في الصحف األخـرى.. إال أن كل واحد فينا كـان يعدم الـقـدرة على الحصول عليها وحبكها بمثل تلك الصورة املاهرة واملشوقة.. •• وإلى جانب تلك «اإلثارة» التي تشكلها أخبار هــذه الصفحة.. فــإن الصفحة السابعة الـتـي كان يــشــرف عليها ويــحــرره­ــا املــرحــو­م بــإذنــه تعالى األســتــا­ذ عـبـدالـلـ­ه عـبـدالـرح­ـمـن جــفــري كــانــت هي األخـــرى بمثابة وجـبـة يـومـيـة صباحية شهية.. تـــوفـــر­ت فـيـهـا كـــل عــنــاصــ­ر الـــدســـ­امـــة.. واألناقة.. والــوســا­مــة.. والـــجـــ­ذب.. بـمـا كـــان يـنـشـر فـيـهـا من موضوعات «جميلة» ومناكفات «مثيرة» وفنون متنوعة.. ارتقت بالكلمة.. وصعدت بالذوق العام إلى مستويات جمالية عليا.. •• وف ɝɝɝɝɝɝɝ ي ه ɝɝɝɝɝɝɝ ذه ال ɝɝɝ ص ɝɝɝ ف ɝɝɝ ح ɝɝɝ ة اج ɝɝɝ ت ɝɝɝ م ɝɝɝ ع ال ɝɝɝɝɝ ش ɝɝɝɝɝ ع ɝɝɝɝɝ راء.. والفنانون.. الـحـاملـو­ن.. واملتشائمو­ن.. األشقياء.. واملـريـحـ­ون للنفس.. وبـــرزت مـن خاللها عشرات األقالم ألول مرة.. حتى أصبح بعضها فيما بعد.. «أيــقــونـ­ـة».. يــتــردد اسـمـهـا فــي كــل مــجــلــس.. ومن هؤالء شاعرنا املبدع األمير بدر بن عبداملحسن.. حتى اليوم.. •• ورغم وجودي في جريدة املدينة في تلك الفترة محررًا.. إال أنني ساهمت ببعض كتاباتي العابرة في هذه الصفحة «الجاذبة».. واكتسبت منها لغة الخطاب «الرومانسي» و«التهويمات» الشاعرية.. بحكم التأثر بأجواء الصفحة وطابعها الكتابي املتميز.. •• ح ɝɝ دث ه ɝɝ ذا ألن روح ع ɝ ب ɝ دال ɝ ل ɝ ه خ ɝɝ ي ɝɝ اط املرحة.. وحــســه املـهـنـي املــتــفـ­ـوق.. وعــالقــا­تــه االجتماعية الـــواســ­ـعـــة.. وشـخـصـيـت­ـه املــثــيـ­ـرة لــلــجــد­ل.. وحبه فـــي إثـــــارة األســئــل­ــة املــفــتـ­ـوحــة وتـــــرك الـــقـــا­رئ في مـــتـــاه­ـــات واســـــعـ­ــــة.. هـــي الـــتـــي أكــســبــ­ت «عكاظ» شخصية مـتـفـردة.. وبــالــذا­ت عندما أضـافـت لها شــخــصــي­ــة «أبـــــي وجــــــدي» بـــعـــدًا آخــــــر.. بكلماته املجنحة.. وشاعريته الشفافة.. وروحــه الجميلة «يرحمه الـلـه».. تمثلت في ذلـك املزيج من الطرح الـــــعــ­ـــذب.. بــحــيــث شــكــل االثــــنـ­ـــان هـــويـــة صحفية جـديـدة.. وغير مسبوقة.. في ظــروف جـافـة.. وفي ظــل إمــكــانـ­ـات مـــحـــدو­دة.. لكنها عبقرية الفنان.. وصــدق املـوهـوب.. وجمال الــروح التي تمتع بها الــخــيــ­اط وإلــــى جـانـبـه الــجــفــ­ري.. يـرحـمـهـم­ـا الله رحمة األبرار.. •• من هنا.. أحببت «ع ɝك ɝاظ».. حتى قبل أن آتي إليها فـي ..ــــــه140­1/1/21 لتبدأ بعدها وشائج صــداقــة متينة مــع الفقيد الـغـالـي «أبـــي زهير».. وتمتد إلــى هــذا الـوقـت. وكنت وإيــاه نجلس إلى بعضنا البعض فنتذاكر مختلف صـور املعاناة التي مر.. ويمر بها اإلعالم في بالدنا.. ونستعرض مختلف صــور الـنـضـال الـتـي أفـنـى ومــن سبقوه عمرهم وهم يؤسسون ملراحل متعاقبة من الكفاح املتواصل. •• وكثيرًا ما كان يهدئ من روعي وهو يتابع مسيرتي وقصص املعاناة التي واجهناها في هذه الصحيفة ويذكرني بما هو أشد صعوبة.. مما مر عليه.. وواجهه.. فيمتص بذلك الكثير من متاعبي.. ويعينني على االستمرار.. والصمود.. والصبر. •• ولذلك.. فإن عبدالله خياط.. الذي بدأ مندوبًا ثم مديرًا ملكتب جريدة البالد السعودية في مكة املكرمة إلى أن أصبح رئيسًا لتحرير «عكاظ» ذات يـوم.. وضع بصمات ومالمح الصحافة املهنية «األنيقة».. ليجد نفسه بعيدًا عن كرسي الرئاسة في لحظة فارقة.. ويعيش بقية عمره كاتبا في الصحيفة التي عاش فيها أجمل وأصعب أيام عمره.. عبدالله خياط الـذي فارقنا.. هو الرجل الـــــذي ال يــجــب أن تــنــســا­ه األجــــيـ­ـــال.. وال يغفل عـنـه املــؤرخــ­ون لـلـمـهـنـ­ة.. أو الـــدارسـ­ــون لتاريخ الصحافة الحديثة في اململكة.. وتلك مسؤولية الـجـامـعـ­ات واألنــديـ­ـة األدبــيــ­ة.. فلعلهم يفعلون شيئًا من أجله وكذلك من أجل غيره من الرواد.. وكــفــانـ­ـا جــحــودًا لــأعــالم والــــرمـ­ـــوز.. وتجاهال لعطاءاتهم التي ال تعد وال تحصى.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia