على حٍد سواء!
مــوضــوع «املـــــرأة» ومـشـاركـتـهـا فــي التنمية مـشـى بـخـطـى مـتـعـثـرة أحــيــانــًا وانــتــهــى إلى طرق مسدودة غالبًا، ولم يكن موضوع يثير النقاش والسباب والشتم والتخوين مثل موضوع املرأة! والقراءة التاريخية ستكشف لنا الكثير والكثير من صور املعاناة التي تعرض لها موضوع «املرأة»، ولكن ما يهمنا اآلن هـو الحاضر واملستقبل، أمــا املـاضـي فأصبح درسًا للعظة فقط بدون أن نطالب بسداد فواتيره من البعض! ما يميز شعار «تمكني املرأة» اآلن هو إرادة سياسية قوية جدًا تقرن القرار التشريعي بالفعل، وهو ما كانت تفتقده املــراحــل الـسـابـقـة مــن الـتـمـكـني، فـــــاإلرادة مــوجــودة ولكن األنظمة املحققة لتفعيل قــرار التمكني كانت غائبة، لكن اآلن ومــع وجــود األنظمة والتشريعات كــان لـزامـًا وجود قدوات وفعل حقيقي يمكن لهذه األنظمة ولهذه القرارات تفعيلها وحضورها داخل املجتمع. ظهرت جامعة امللك سعود بوصفها أحد السواعد القوية لتحقيق تلك اإلرادة السياسية باملوافقة على إنشاء «املرصد الـوطـنـي ملـشـاركـة املــــرأة فــي الـتـنـمـيـة»، وهــو مــركــز يعنى بعمل إحصائيات عن مشاركة املرأة السعودية في جميع القطاعات مثل العمل االجتماعي واالقـتـصـادي وغيره، ودراســــة تـلـك املـــؤشـــرات الــتــي تعطي الــصــورة الواضحة والحقيقية وباألرقام عن حضور املرأة السعودية الفاعل واملؤثر في املشاركة والعمل. الجميل أن «املرصد الوطني للمرأة» يعمل بطاقم نسائي كامل وتشرف عليه د. إيناس العيسى وكيلة جامعة امللك سعود لشؤون الطالبات، املرأة السعودية التي قرنت القرار السياسي بالفعل الحقيقي، ورغم أن املركز في سنته األولى فقد اكتسب حضورًا قويًا وانهالت عليه طلبات الدراسة واألبحاث من جهات عدة، هذا العمل هو الحراك الحقيقي لتفعيل قرار التمكني. الـجـهـة املـضـيـئـة األخــــرى هــي «جــامــعــة الــطــائــف» وربان سفينة نجاحاتها املتتالية معالي د. حسام زمــان الذي ذهـب إلـى أبعد من ذلـك في خطوة مدهشة ومميزة وهي تـدريـس مقرر «دراســـات املــرأة السعودية» مــادة جامعية ضــمــن مــــواد الــتــدريــس الــجــامــعــي فـــي جــامــعــة الطائف، تدريس مادة خاصة باملرأة والسعودية تحديدًا هو فعل يحقق للتمكني مستقبال مشرقا؛ ألنــه فعل ثقافي يمهد لعقليات املستقبل بساطًا معرفيًا يمحو ما كان من أفكار خاطئة حول املرأة ويزرع مفاهيم وأفكارا وقيما نحن في أمــس الحاجة إليها فـي ظـل مجتمع عــاش رؤيــة أحادية إقصائية ضد املرأة لعقود مضت. ال يـكـفـي أن تــكــون طــمــوحــًا وتــمــلــك إرادة لـلـنـجـاح حتى تحققه، البد أن تعمل وأن يقوم على العمل كيانات قوية، ونساء ورجال هم للرؤية ضياء. * كاتبة سعودية