تبرعت الرياض وأنقذت «كوما».. فغاب اإلعالم!
فـي عــز الحملة اإلعـالمـيـة «الهستيرية» ضد اململكة كما وصفها وزير الخارجية السعودي عـــادل الـجـبـيـر نـجـحـت الـسـعـوديـة فــي إطالق سراح الرهينة الفرنسي الن كوما، املختطف لدى امليليشيات الحوثية اإليرانية، منذ أربعة أشــهــر. عــاد كـومـا إلــى بـــالده حــرًا طليقًا، لكن اإلعالم الفرنسي والدولي تفرغ لشن الهجمات تلو األخـرى على السعودية، متجاهال العمل الــســعــودي اإلنـسـانـي الـشـجـاع، ومــا نـتـج عنه من رفع العذاب وتحرير الرهينة الفرنسي من قبضة العصابة الحوثية. هل يعلم اإلعالم الفرنسي كم كلفت السعودين تلك العملية؟ وكيف تمت، وكم استغرقت، وكم عدد الجرحى والقتلى فيها، وكيف نجحت؟! كما فــي عــز الهجمة املـسـعـورة أيــضــًا، أعلنت الرياض تنازلها عن أكثر من 6 مليارات دوالر (٥.٢٢ مليار ريال) من ديونها املستحقة على الــــدول الـفـقـيـرة األقـــل نــمــوًا، مــؤكــدة تعاونها الكامل مـع األمــم املتحدة لتحقيق كـل مـا فيه خير للبشرية وما يصبو إليه املجتمع الدولي من أمن واستقرار وتنمية. أين توارت منظمات حقوق اإلنسان؟ وملاذا تجاهلت هذين الحدثن. أين الخلل؟! هـل اإلعـــالم الغربي يتعمد اإلســـاءة للمملكة إلى تلك الدرجة الهستيرية، وملاذا يتجاهل كل عمل إنساني تقوم به الـريـاض؟ أم أن اإلعالم الــســعــودي مــقــصــر فـــي تـسـلـيـط الـــضـــوء على مواقف بالده اإلنسانية واإلغاثية التي تعبر عن حقيقة سياستها املعتدلة. ال أحــد يــبــرر حـجـم الـخـطـأ الـجـسـيـم وبشاعة الجريمة الـتـي اقترفها املـتـورطـون فـي مقتل الزميل جمال خاشقجي (يرحمه الله) ما أضر بسمعة اململكة وشعبها قـبـل غـيـرهـم، ولكن الحقيقة األخرى أن السياسة السعودية ليس لها تاريخ في التصفيات واالغتياالت أو نهج أسلوب املكابرة واملراوغة واإلنكار. لــقــد اعـــتـــرفـــت الـــســـعـــوديـــة بــالــخــطــأ وأدانته واسـتـنـكـرتـه عـلـى كــافــة املــســتــويــات، وأحالت املتورطن الـ ٨١ للتحقيقات وال تزال النيابة مستمرة في عملها لتبيان كل الحقائق للرأي الــعــام، وسـيـواجـه كـل مـن ولــغ فـي الــدم عقابه الشديد وفق أحكام القضاء، وستعلن النتائج الـنـهـائـيـة خـــالل الــفــتــرة الــقــريــبــة املـقـبـلـة بما يحقق العدالة. الـــســـعـــوديـــة بــمــثــابــة خــــط الــــدفــــاع األول عن األمــتــن العربية واإلســالمــيــة، ومهما تعالت الهجمات واألكــاذيــب والفبركات لن تكسرها أو تثنيها عن أداء دورها املحوري وستستمر في رسالتها اإلنسانية بحس املسؤولية، وبما تمليه عليها مكانتها الـعـربـيـة واإلسالمية والدولية. السعودية بشهادة األمــم املتحدة ووكاالتها ومجالسها، تأتي في صدارة الدول في التبرع لـأعـمـال اإلنـسـانـيـة واإلغــاثــيــة عـلـى مستوى العالم. الــيــوم، اململكة بحاجة ملحة إلــى خطة عمل متكاملة وموجة إعالمية واسعة تتكامل فيها كــل املــؤســســات الـرسـمـيـة والــخــاصــة واإلعالم الجديد بلغات عدة تعبر عن سياسات اململكة وحقيقة شعبها، وتعكس الـواقـع عبر إطالق مجموعة بـرامـج ومــبــادرات وطنية تنفذ في الداخل والخارج. األكــيــد أن الــســعــوديــن ســيــخــرجــون مــن هذه األزمــة أكثر صالبة وقــوة وثـقـة، فهم قادرون على مواجهة التحديات والضغوطات ونسف أحـــــالم الـــكـــارهـــن والـــحـــاقـــديـــن، وثــقــتــهــم في بالدهم ال حـدود لها، لذلك يجب االصطفاف وعدم التثاؤب لتهشيم تلك الحمالت املضللة وســـعـــاة بــريــدهــا، فــقــد فــــرزت الــصــادقــن عن املنافقن. أمـا املـزايـدات السياسية فلن تجني إال الحصرم.. ألن اململكة العربية السعودية ال تهتز وستبقى شامخة قوية مـؤثـرة على كل الصعد.