بالعلم والعلم وحده
احـتـفـلـت دولــــة اإلمــــــارات الـشـقـيـقـة هـــذا األســـبـــوع بــإطــاق القمر الـــصـــنـــاعـــي خــلــيــفــة ســــــات مــــن مــنــصــة الــــصــــواريــــخ اليابانية تانيغاشيما، بعد أن شــارك فـي صناعته وتحضيره لانطاق فريق علمي إماراتي على قدر كبير من العلم والكفاءة واإلصرار على اإلنــجــاز املـتـقـدم، وفــي الـوقـت نفسه قـرأنـا خـبـرًا عـن انتهاء مدينة امللك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من تصنيع طائرة بدون طيار بـأيـد سـعـوديـة، تقوم بمهام استطاعية وبحثية وتحلق أكثر من 24 ساعة متواصلة، ويمكن تزويدها بصواريخ وقنابل موجهة بالليزر. هذان الخبران املهمان ضاعا في ضجيج األخبار السياسية التي أصابت الناس بالسأم، وكـان يجب االحتفاء بهما بالشكل الذي تفرضه أهميتهما، ولكن ال بأس فنحن أقـوام لم نعتد على فهم مـــاذا تعني املــنــجــزات العلمية ألوطــانــنــا، وعــلــى أي حــال يمكن الربط بني هذين الخبرين وما ذكره األمير محمد بن سلمان في منتدى مبادرة االستثمار الذي عقد مؤخرًا بالرياض بأن منطقة الــشــرق األوســــط مــهــيــأة لــتــكــون قـــوة اقــتــصــاديــة عــاملــيــة منافسة للقوى االقتصادية الكبرى، حيث إن املنجزات العلمية والتقنيات الحديثة تمثل أهم جوانب ومرتكزات االقتصاد، والتركيز عليها يتيح للدول اقتصادات قوية وغير قابلة للتقلبات التي تتصف بها مصادر االقتصاد األخرى كالطاقة وغيرها. سأركز كامي على اململكة وأقول إن الطفرة التعليمية الهائلة التي شهدتها داخليًا وعبر برنامج االبتعاث الذي انطلق بقوة منذ عام 2005 وشمل معظم دول العالم املتقدمة، أنتجت لنا هذه الطفرة جيا متخصصًا في كل العلوم التطبيقية الحديثة، وأصبحت لدينا ثروة علمية كبيرة ال يوجد مثلها في بقية الدول العربية، لكننا لألسف لم نوجد املجاالت واملحاضن العلمية التي تحول العلم إلى منتجات عملية. نعلمهم أفضل تعليم ثم ندفع بهم إلى وظائف تقليدية تقتل فيهم جذوة الطموح والحماس واإلبداع. التنافس بني األمم اآلن هو التنافس العلمي، وقوتها بالعلم الذي تنتج عنه بقية أشكال القوة.