وقف احلرب في اليمن !
ال أحد يريد استمرار الحرب في اليمن إلى األبد، والتدخل الـعـسـكـري الـــذي قــادتــه الــســعــوديــة فــي الـيـمـن هـــدف ملنع تـهـيـئـة ظــــروف النـــــدالع حـــرب أكــبــر كــانــت ألــســنــة لهبها ستطال جميع دول املنطقة، فلنا أن نتخيل حال اليمن لو أن االنقالب الحوثي تمكن من تكريس شرعيته وامتالك سـيـادة عالقاته الخارجية ونجح فـي تحويل اليمن إلى قــاعــدة ومـنـصـة صــواريــخ إيــرانــيــة تــهــدد منطقة جنوب الجزيرة العربية والقرن األفريقي بأكملها ؟! الــســعــوديــة وحــلــفــاؤهــا مـنـعـوا ســقــوط الـيـمـن فــي هاوية الدولة األيديولوجية التي تقودها الشعارات وتحكمها سلطة دينية تظن أنها تستمد شرعيتها من السماء ! لـذلـك عـنـدمـا يـطـالـب املجتمع الــدولــي بـوقـف الــحــرب في اليمن، فـإن عليه أن يحدد األســس التي ستتوقف عليها الـــحـــرب، ورســـــم مــالمــح املــســتــقــبــل الـــــذي يـنـتـظـر الشعب اليمني، حتى ال تذهب تضحياته هباء منثورا كما ذهبت أرواح ضـحـايـا االنــقــالب الـحـوثـي وأعــمــالــه الـحـربـيـة في سعيه لالستيالء على السلطة وإخضاع معارضيه ! السعوديون وحلفاؤهم ال يتسلون فـي اليمن، وال هدف لهم للبقاء فيه أو التدخل في شؤونه، وسيكونون سعداء بانتهاء الـظـروف التي استدعت تدخلهم لدعم حكومته الشرعية ليكرسوا طاقاتهم ومواردهم نحو مجاالت أكثر فــائــدة لشعوبهم، وبـالـتـالـي فإنهم سيدعمون أي حلول تطرح إلنهاء الحرب، لكن على العالم أن يتذكر أن املشكلة لــم تكن يـومـا عند التحالف بــل عند الــطــرف اآلخــر الذي يعتنق نفس العقيدة اإليرانية التي جعلت إيران تضحي بمئات األلــوف مـن الشعب اإليــرانــي فـي الـحـرب العراقية اإليرانية ! إيقاف الحرب دون معالجة أسباب اندالعها، ليس أكثر من هدنة هشة مؤقتة لن تمنع اندالع حرب أخرى أشد أملا وأطول أمدا !