السعودية باقية رغم أنوف األقزام

السعودية باقية وصـامـدة صمود الجبال الراسيات رغـم كل تلك الهستيريا الصاخبة ورغم كل ذلك الضجيج والتجييش اإلعالمي اآلثم الذي لم يشهد له التاريخ مثيال، ضخ إعالمي وزعيق منقطع النظير واصطفاف دولي مشبوه وغير مسبوق لم يكن الهدف األوحـد منه وأد أحالم وطموحات أمير التغيير ومالئ الدنيا وشاغل الناس محمد بن سلمان، وإنما لالنتقام أيضًا مما قامت به السعودية من قبل وتقوم به اآلن من عرقلة ملشاريعهم الهدامة وبعثرتها ألجندات الفوضى والتخريب والتفتيت للعاملني العربي واإلسالمي وكبحها لجماح التمدد الصفوي الفارسي نحو العواصم العربية ومكافحتها للقوارض اإلخوانية التي نخرت في جسد األمة وأنهكت البالد وفرقت العباد. نعم هي باقية وستبقى رغمًا عن أنوف األقزام في الدوحة وعن أنوف أعوانهم من املرتزقة واملتسولني في ساحات إسطنبول وبني ضواحي دمشق وبيروت وفي أطـراف أزقـة باريس وبرلني وفي كل مكان، وستبقى رغم أنف الغنوشي الــذي بشر -ضمنيًا- غلمانه ومريديه من "اإلخـــوان" التائهني في األرض بأن حــادثــة خـاشـقـجـي سـتـكـون قـاصـمـة الـظـهـر لـلـسـعـوديـة مــذكــرًا إيــاهــم بمأساة البوعزيزي وما فعلته نيران ثيابه بزين العابدين بن علي، إبـان أيـام النكبة وليست الـثـورة التونسية فـي مطلع ثــورات الـخـراب والخريف الـعـربـي.. وظل الغنوشي يعد "اإلخـــوان" ويبشرهم ويمنيهم ومـا يعدهم الغنوشي إال كذبًا وزورًا. نعم هـي باقية ولــن يضرها ابـتـزاز األملــان أو مساومة البريطانيني أو تلون الفرنسيني، ولن تكترث السعودية آلراء أو تعليقات مصاصي دماء الشعوب في اليسار األمريكي من الذين ال هم لهم سوى إشعال الحروب واستنزاف األوطان بنشر بذور الخراب والدمار ومن ثم االنتظار حتى تحني أوقات الحصاد ونهب الخيرات واملقدرات تحت مسميات البناء وإعادة اإلعمار. نعم هي باقية وماضية في تحقيق أحالمها وطموحاتها ولن يعيقها عن إكمال مسيرتها نحو صناعة مستقبل أبنائها ومستقبل أبناء املنطقة عمومًا والرقي بهم نحو آفـاق التقدم واالزدهـــار ما أدلـت به ســوزان رايـس مؤخرًا لنيويورك تـايـمـز مــن تـصـريـحـات قــد أظــهــرت بعضًا مـمـا تكنه صـــدور الـتـيـار األوبامي من حقد وغــل غائر، حقد لم يجد له متنفسًا إال في محاولة استغالل نتائج ذلك الخطأ الذي حدث في التعامل مع خاشقجي، وفي الحقيقة أن ما تخفيه صــدورهــم أشــد وأعــظــم بسبب الـــدور الـسـعـودي الـفـاعـل واملتسبب فــي انهيار املشروع األوبامي اإلخواني اإليراني، وبسبب مقاطعة السعودية لقطر الحليف الشيطاني واملمول السخي ألعمال ومشاريع ومؤامرات تيارهم الخبيث. نعم هي باقية وستبقى على الــدوام حصنًا حصينًا ومــالذًا أمينًا لكل العرب ولــكــل أبــنــاء املـسـلـمـني وسـيـبـقـى شـعـبـهـا الــجــبــار مـخـلـصـًا لـقـيـادتـه العظيمة والحكيمة ووفيًا لوطنه املعطاء ولـن تزيده نيران التأليب والتحريض ضد حكامه إال مزيدًا من التماسك والتالحم واالنسجام، ومهما مكر األعداء وكادوا ومهما أنفقوا من أموال من أجل تفتيت ذلك التالحم والعبث بذلك االنسجام، فإنهم سينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون.. كما هي عادتهم التي لن تتبدل يومًا ولن تستقيم. وكما اعتادت هذه األرض الطاهرة حاضنة الحرمني ومهوى أفئدة املسلمني على األمن واألمـان واالطمئنان منذ آالف السنني فإن ذلك الوضع سيبقى إلى أبد اآلبدين.. وبإذن الله «مكر أولئك هو يبور» صدق الله العظيم.