Okaz

محاصرة الشيطان اإليراني

-

دخلت يـوم أمـس العقوبات على إيــران حيز التنفيذ بعد رهـانـات بعض األطراف أن نية الرئيس ترمب لفرضها ال تزيد على مجرد تهديد ووعيد يصعب تنفيذه فــي ظــل أوضـــاع متشابكة ومـصـالـح دولــيــة مـعـقـدة، لكن ترمب أثبت أنه قادر على الذهاب بعيدًا ولديه من العزيمة ما يكفي لفرض العقوبات، بينما كان نظام املاللي يسخر منه ويعتقد إلى آخر لحظة أن كل ما يقال عن العقوبات ال تزيد على مناورات سياسية ال أكثر. إيران تستحق فعال أكثر وأقسى من هذه العقوبات، ألنها أصبحت املارق األكـبـر فـي منطقة الـشـرق األوســـط، خصوصًا بعد شهر العسل األمريكي اإليراني في عهد الرئيس أوباما الذي نتجت عنه اتفاقية السالح النووي ورفع العقوبات وإعادة ضخ األموال في الخزينة اإليرانية. إنها لم تستثمر تلك االتفاقية في مجاالت السلم وتنمية املجتمع اإليراني وإصالح وحل املشاكل في عالقاتها الدبلوماسي­ة مع معظم الدول في الجوار وخارجه، وإنما ازدادت شهيتها لتكريس مشروعها التخريبي وتدخالتها املؤذية فــي الــشــؤون الـداخـلـي­ـة لــلــدول ودعـــم التنظيمات اإلرهــابـ­ـيــة وتـهـديـد أمن املنطقة بشكل أخطر من ذي قبل، وبذلك أصبحت النموذج األسوأ ألنظمة الفوضى وعدم احترام املواثيق الدولية وتهديد السلم واألمن. الشعب اإليراني يبحث منذ الثورة الخمينية املشؤومة عن تنمية وتحديث وتـطـور وعيش كـريـم، لكن نظام املـاللـي سخر كـل مـقـدرات إيــران ملشروع أيديولوجي ونظريات فاسدة يريد تصديرها بأوهام التوسع والهيمنة، كل موارد إيران منذ 40 عاما مسخرة لهذا املشروع الذي أنشأ التنظيمات اإلرهابية في منطقتنا وزرعـهـا داخــل الــدول املستقرة لخلخلة نسيجها والتآمر على أمنها بشكل سافر ومستمر، وجاء مشروع الخريف العربي ليمنح إيران فرصة أكبر تنسجم مع مشروعها الخاص، ثم منحتها إدارة أوباما الجائزة الكبرى بتنفيذ االتفاق النووي لتصل بعدها إلى أقصى درجات التهور. إن هذه العقوبات الجديدة يمكن اعتبارها نوعًا من التكفير األمريكي عن خطيئة أمريكية فـادحـة، لكن االستثناءا­ت التي تتخللها قـد ال تجعلها سالحًا قويا كما ينبغي، وكــان يجب عــدم فتح ثـغـرات تنفذ منها إيران لتستمر في عربدتها.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia