Okaz

ثقة صالح.. وكابوس «احلمدين».. وسير القافلة

- جدار الماء

يـعـانـي تنظيم «الـحـمـديـ­ن» مــن كــابــوس السعودية. يحلم ليل نهار على أمل أن «تمحى» من الوجود. هذا ليس كالمًا مرسال أو بيعًا للوهم، بل حقيقة معاناة «الـــعـــا­ق» حــمــد بــن خـلـيـفـة، وزمـــرتــ­ـه الــفــاشـ­ـلــة، وذلك بــاعــتــ­راف شهير مـنـه فــي تسجيل صـوتـي «مسرب» خـالل مكاملة هاتفية مـع معمر القذافي قبل سنوات بقوله: «بعد 12 سنة لن يكون هناك سعودية». ذهبت السنني وحـمـد ال يــزال يـمـوت كـمـدًا ويعيش أعوامه العجاف بالحسرات! يجمع غالبية املراقبني في الداخل والخارج على أن الحملة الـراهـنـة على السعودية، ومحاوالت تشويه سمعتها، واإلساءة لقياداتها، وإنسانها، بــأنــهــ­ا «غـــيـــر مــســبــو­قــة»، لــجــهــة اصــطــفــ­اف من يـشـنـونـه­ـا ويــقــفــ­ون خـلـفـهـا فـــي تــوقــيــ­ت واحد، بــعــبــا­رات واحـــــدة وعــنــاوي­ــن مـتـطـابـق­ـة وكأنها تصدر من غرفة أخبار واحـدة. ليس خافيًا على الــســعــ­وديــني مـــن يــســتــه­ــدف بـــالدهــ­ـم، ومـــن يقف خلف تلك الحملة «املسعورة»، ومن يمولها.. وما هي أهدافه وأبعاده، ومثل هذا القول ال عالقة له بنظرية املؤامرة بل حقيقة دامغة. يتناسى هؤالء أنهم يصطدمون بسعودية راسخة ال تتزحزح. دولـــة قــويــة فـتـيـة بـقـادتـهـ­ا ورجــالــه­ــا، واقتصادها، ومـقـدسـات­ـهـا وثــرواتــ­هــا، وبــخــيــ­اراتــهــا وسياساتها املستقلة، تـرسـم لشعبها خريطة مستقبل معتمدة عــلــى ســواعــد شـبـابـهـا املــتــأه­ــب لــلــدفــ­اع عـنـهـا مهما تعاظمت التحديات وتكاثرت الحمالت! بعد مـرور نحو 35 يومًا على انــدالع أزمـة وفاة الزميل جمال خاشقجي، بدأت الحملة اإلعالمية تذبل وسكرة البعض تذهب، واألهم أن كل مراقب لــأحــداث بــدقــة فــي الــشــرق أو الــغــرب، الحـــظ أن غـالـبـيـت­ـهـا مـنـسـقـة مـــن قــطــر والــجــمـ­ـاعــات التي تــمــولــ­هــا، والــتــاب­ــعــة لــهــا الــتــي تـمـلـك فضائيات مـؤدلـجـة فــي تـركـيـا ولــنــدن، وهـــذا يـؤكـد مجددًا سـالمـة قــرار مقاطعة قـطـر، فـإمـا أن تـعـود جارة صالحة أو تبقى معزولة منبوذة لأبد. أنفقت الدوحة وال تزال تنفق ماليني الـدوالرات على املــرتــز­قــة واملـــؤدل­ـــجـــني واملـــارق­ـــني مـــن أجـــل تغطيات صحفية وتلفزيونية لتشويه السعودية والتحريض عليها، بالتزامن مع تمويل منظمات يسارية غربية وتوظيف أذرعها اإلعالمية - خصوصًا قناة الجزيرة ووســائــل إعــالم الـظـل التابعة لها فـي لـنـدن تحديدًا - إلبــقــاء فـتـيـل الـحـمـلـة مـشـتـعـال اعــتــقــ­ادًا مـنـهـا أنها قادرة على زعزعة السعودية والتأثير على عالقاتها الدولية، عبر ترويج األكاذيب وتضخيم التسريبات الزائفة، ومزاعم املصادر املجهولة. ال شــك أن الــجــهــ­ات الــتــي تــشــن الـحـمـلـة رأت في حـــادثـــ­ة وفـــــاة خــاشــقــ­جــي ورقـــــة رابـــحـــ­ة لضرب السعودية وتشويهها عامليا، وأبـرز املستفيدين هما التركي واإليراني، متخذين من دويلة الشر مطية لذلك. كان أبلغ رد، هو لطم صالح خاشقجي وشقيقه عبدالله للراقصني على األزمات واملزايدين على دم والدهما لطمة قوية خـالل لقائهما في قناة «سي إن إن» فقد أربكا خياالت اإلعالم الرخيص وألــجــمـ­ـا املــــزاي­ــــدات الــســيــ­اســيــة بـتـعـبـيـ­رهـمـا عن ثقتهما ببالدهما، وبوعد امللك بتقديم املتورطني للعدالة. وإعالن صالح عودته إلى وطنه وعمله قريبا، رافضا تسييس قضية والده. دويلة «الحمدين» مستعدة لإلنفاق على اإلرهابيني والـــجـــ­مـــاعـــا­ت املـــنـــ­بـــوذة بـــكـــل ســـخـــاء وبـــــال حـــــدود. وتـمـويـل «الــجــزيـ­ـرة» بـأذرعـهـا مـا دام مستشاروهم يـؤكـدون لهم أنها ستحقق أهدافهم ورغباتهم في قيام «الجزيرة الكبرى»؛ إن عاجال أو آجال! قضية وفـاة خاشقجي مدانة وبشعة بكل املقاييس، لـكـنـهـا ال تــتــعــد­ى كــونــهــ­ا جــريــمــ­ة، وهـــو مـــا أعلنته الــســعــ­وديــة بـــوضـــو­ح فـــي بـــيـــان رســـمـــي، ولــــم تنكر الــجــريـ­ـمــة كــمــا يــفــعــل غـــيـــره­ـــا، بــــل شــــــددت عــلــى أن الـتـحـقـي­ـقـات مـسـتـمـرة تـحـت إشــــراف الـنـيـابـ­ة العامة وهي جهة مستقلة، وأن الجناة سيعاقبون والعدالة ستطبق، ونتائج التحقيق ستعلن للعالم أجمع. األكــــيـ­ـــد أن املــســلـ­ـســل الـــتـــر­كـــي ســيــنــت­ــهــي مهما حاول مخرجوه تمديد حلقاته وسيناريوها­ته «املــتــذا­كــيــة». أمـــا قـضـيـة خـاشـقـجـي فــلــن تكون األخـــيــ­ـرة فــي مـــحـــاو­الت تــشــويــ­ه املــمــلـ­ـكــة. ولكن الـــســـع­ـــوديـــة لــــن تــــكــــ­ون قـــبـــل هـــــذه األزمـــــ­ـــة كما بـعـدهـا، ولــن تــقــارن أصــحــاب املــواقــ­ف الشريفة مــع الـــرمـــ­اديـــة، فــهــي دولــــة قـــــادرة عــلــى هندسة عالقاتها مــجــددًا، ولــن ترتهن أليــة أجــنــدات أو استهداف أو ابتزاز سياسي. وستعمل مع الكبار وال وقت لديها إلهداره مع الصغار، بل ستعمل على تطوير وتنمية إنسانها ومؤسساتها بما يواكب املرحلتني الراهنة واملستقبلي­ة. والـنـتـيـ­جـة، ملــن يفهم الـسـيـاسـ­ة جــيــدًا، يعلم وضوح مــوقــف قـطـبـي الــعــالـ­ـم أمــريــكـ­ـا وروســيــا مــن الرياض وعالقاتهما بها وحفاظهما عليها.. وسيندم - عما قــريــب - األشـــــر­ار الــذيــن ســـيـــزد­ادون لـطـمـًا وصياحًا ونياحًا.. والقافلة تسير والكالب تنبح!

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia