Okaz

يسبحون وال ُميوتون يا معالي الوزير؟

-

عزيزي القارئ، قبل شروعك في قراءة هذا املقال يجب عليك أن تردد هذا الدعاء: «اللهم إنـي اسـألـك خيرها وخير مـا أرسـلـت بـه، وأعــوذ بـك من شـرهـا وشــر مــا أرسـلـت بــه»، وهــذا حتى ال نـغـرق جميعنا في «شبر مويه»! الحمد لله من قبل ومن بعد، تعدل الجو، باقي الناس، واملشاريع املتعثرة التي تفسد فرحتنا عامًا بعد عام، فما أن يهل الخير وننعم بهطول األمطار، حتى تتحول شوارعنا -دون مبالغةإلى بحيرات. ومن وجهة نظري غير املتواضعة، في الظروف املناخية املتقلبة وهطول األمطار الغزيرة البد أن تأتي سامة اإلنسان الغلبان بالدرجة األولى، أعلم أن الوضع يختلف بني القطاعات مراعاة لـلـمـواقـ­ع الـجـغـراف­ـيـة الـرئـيـسـ­يـة وعـــدم تـعـطـل الــصــالـ­ـح العام، ولكن ما ال نجد له تفسيرًا، ملـاذا يتم إلـزام املعلمني واملعلمات بـالـحـضـو­ر والــدراسـ­ـة مـعـلـقـة؟! ملـــاذا ال يشملهم قـــرار التعليق ويفرض عليهم الذهاب في عدم وجود طاب وطالبات! واسمحوا لي أن أخص بالذكر معلمي ومعلمات القرى والهجر ومــا فــي بطونها مــن أوديـــة خـطـرة وإجــبــار­هــم عـلـى سـلـك تلك الطرق الوعرة التي تهدد سامتهم فقط ملجرد الحضور! فكم معلمة طالبت واسـتـغـاث­ـت ولـكـن ال حـيـاة ملــن نـــادت، وكم معلمة القت حتفها بني السيول الجارفة والصخور املتساقطة الــتــي كــانــت تــفــصــل بـيـنـهـا وبـــني حــيــاتــ­هــا بــســبــب االستهتار بـأرواحـهـ­ن وإجـبـارهـ­ن على قطع آالف الكيلومترا­ت مـن أجل لقمة العيش، والوزارة كعادتها إذن من طني وأخرى من عجني! املــصــاد­ر تــقــول إن عـلـيـهـم الــتــواج­ــد فــي مــدارســه­ــم للتحضير واالستعداد وتهيئة املـدارس لأيام القادمة، واملنطق يقول إن هـذه ليست من مسؤولياتهم، بل هي من صميم عمل الوزارة املـسـؤولـ­ة عـن توفير بيئة صحية للمعلم والـطـالـب فـي املقام األول ثم مباشرة املشاكل وتبعاتها من تهالك املباني وانقطاع الكهرباء وإصاح ما يمكن إصاحه بعد هطول األمطار. وبما أن الشيء بالشيء يذكر، أقول قولي هذا واسمعيني أيضًا (يا جارة) ودون همز وملز بالطبع أعنيك يا أمانة جدة، فنحن قد تعبنا وسئمنا من تكرار ذات الحدث سنويًا، حتى أصبحنا نغني على (بلوانا) في شوارعنا وأنفاقنا وكبارينا وبنيتنا التحتية (املنيلة) بستني نيلة، فإلى متى؟ اييييييه، يعطيني ويعطيكم طــولــة الــعــمــ­ر، وإلـــى أن نلتقي في سيول جديدة، عفوًا أقصد أمطار شديدة، قلوبنا معكم يا مربي األجيال، وعيني عليكم باردة، فأنتم في كل موجة أمطار تجتاحنا تثبتون بجدارة أنكم ضد الغرق وضد الحرائق وضد العوائق، لله دركم. لذا يا عزيزي الطالب: قف للمعلم وفه التبجيا / كاد املعلم أن يكون (مبلوال). كما أقترح يا جماعة الخير أن تصرفوا لهم بدل سباحة وبدل بـهـدلـة، بــدل مــا يصبح مصيرهم كعبدالحليم حـافـظ حينما (هايط) علينا وقال إنه يتنفس تحت املاء.. (ففِطس) !

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia