عندما رفع األميران نايف وبندر قضايا ضد صحف غربية !
فـــي الـــعـــام 2007 نـــشـــرت صــحــيــفــة بريطانية خبرا مكذوبا عن األمير بندر بن سلطان، كان التقرير املنشور ضمن سلسلة أكاذيب وشائعات أطلقتها الصحافة الغربية انتقاما من دور األمير بندر في مكافحة اإلرهاب اإليراني في املنطقة املدعوم من قطر والذي تنفذه بالنيابة عنها ميليشيات حزب الله. كــــان األمـــيـــر رئــيــســا لــجــهــاز األمــــن الــوطــنــي واالستخبارات السعودية، ويخوض حربا «استخباراتية وأمنية» ال هوادة فيها ضد قوى اإلرهاب في املنطقة وضد حلف املمانعة الذي تقوده إيران خاصة. الـــحـــرب لـــم تــكــن تــهــدف إال لــحــمــايــة الــقــضــاء الــســعــودي من االختراق اإليراني املتنامي بعد سقوط العراق وظهور مامح الهال الشيعي «السياسي» من طهران مرورا ببغداد ودمشق وانــتــهــاء بــبــيــروت، حــيــث يــتــركــز حـــزب الــلــه فـــي ضاحيتها الجنوبية. قبل تقارير الغارديان والبي بي سي، كان حزب الله ودمشق قاما باغتيال ما يزيد على 75 سياسيا لبنانيا على رأسهم رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان. كـان «بـنـدر» الـعـدو األول لحلف «املمانعة»، وهـو اسـم أطلقه عليهم خصومهم السياسيون فـي لبنان تــنــدرا، تـولـت قطر بالطبع ما يسمى بحمات التشويه واغتيال الشخصية، وهو دور تمارسه منذ سنوات طويلة متنقلة من زعيم وملك وأمير حسب الخصومات، فقطر با شك لديها قدراتها الخاصة على خوض غمار الحروب غير الشريفة، وتقوم بها عبر شبكة من الوسائل اإلعامية الغربية التي خضعت ألموالها القذرة. كانت األدوار منسقة بن األطــراف األربعة «دمشق الضاحية الـــدوحـــة طـــهـــران»، فــالــحــزب بــمــعــاونــة مــن رجــيــع القومجية والبعثية واملتشيعن سياسيا فــي الـعـالـم الـعـربـي ينشرون األكاذيب والشائعات عبر الصحف الصفراء في بيروت، وقطر صاحبة األمـــوال تتولى عبر قناتها الجزيرة بـإعـادة تدوير األخبار لتتلقفها بعد ذلك الصحافة الغربية، وهو نفس ما تمارسه اليوم. األمير بندر قام باستخدام آليات العمل القانونية والقضائية في العالم الغربي وكلف مكتب محاماة لرفع قضية تشهير وكـذب ضد الصحيفة البريطانية، لم تصدق الصحيفة ذلك وتوقعت أن األمير سيقوم بالتهديد وأنه لن يدخل في سباق قانوني مع صحيفة بمثل حجمها ووزنها، لكن األمير بندر املتأكد من براءته وملعرفته بمن يقف وراء الخبر ومن صنعه ومن روجه ومن رشى الصحيفة أصر إال أن يتابع قضيته حتى كسبها واضطرت الصحيفة لاعتذار ودفع قيمة التسوية. لــم تـكـن تـلـك الـسـابـقـة األولــــى، إذ رفــع أيـضـا األمــيــر نـايـف بن عبدالعزيز ولـي العهد األسبق ووزيــر الداخلية -رحمه اللهقـضـيـة أخــــرى ضـــد صـحـيـفـة اإلنــدبــنــدنــت الــبــريــطــانــيــة بعد نشرها وثيقة مزورة تزعم إصدار األمير أمرا لألجهزة األمنية بقمع «االحتجاجات» – مع العلم أن ال احتجاجات قامت في السعودية. األمـيـر نايف كسب القضية ضـد الصحيفة، وبحسب املوقع اإللكتروني لـ «بي بي سي» فقد اعتذرت «اإلندبندنت» عن مقال للكاتب روبرت فيسك، وأكدت أن ال صحة للمزاعم املزورة التي نسبت لألمير نايف، كما اضطرت الصحيفة لنشر اعتذار في نسختها الورقية وموقعها اإللكتروني، مع سحب كل املزاعم التي أثارتها الصحيفة ضد األمير نايف. وبحسب البي بي سي أيضا قـال محامي األمير نايف: «لقد قـبـل روبـــرت فيسك وصحيفة اإلنـدبـنـدنـت أن الوثيقة كانت مـزورة، وسحبوا ادعاءاتهم واعتذروا في قاعة املحكمة، كما أنـهـم وافــقــوا على نشر اعــتــذار فـي الصحيفة وعـلـى موقعها اإللــكــتــرونــي، وستتحمل الصحيفة تـكـالـيـف املـحـكـمـة ودفع تعويض لألمير نايف، والذي سيذهب إلى منظمات خيرية». وأضــــــاف: «هـــــذه الــقــضــيــة مــثــال عــلــى أنــــه حــتــى الصحفين املــمــيــزيــن يـمـكـنـهـم الـــوقـــوع فـــي أخـــطـــاء، واملـــهـــم أن يكونوا مستعدين لتصحيح أخطائهم بسرعة، فا يجب أن تصدق كل ما تقرأه، خصوصًا على اإلنترنت من دون حذر ملا قد يشكل من إساء ة كبيرة». الـيـوم تـواجـه السعودية بقيادتها نفس الـحـروب القديمة، ويـــعـــاديـــهـــا نــفــس األعــــــــداء وبــنــفــس اآللــــيــــات والشائعات واألخبار والوثائق املــزورة، وكم أتمنى أن يتم رفع قضايا ضد كل أولئك الخصوم غير الشرفاء الذين يقعون ضحية أمــــــوال الـــغـــاز والـــــرشـــــاوى وتــخــدعــهــم األمـــــــوال فينشرون األكــــاذيــــب ويــــــــزورون األخــــبــــار، وأن يــتــم اســـتـــخـــدام نفس األدوات القضائية، فهي تتيح لهم النشر، لكنها أيضا تتيح ماحقتهم واالقتصاص منهم.