كان عربيًا.. كان إسالميًا!
ظهرت نتائج انتخابات منتصف عام 2018 في أمريكا، وتناقلت وسائل اإلعـام دخول مـسـلـمـتـن إلــــى مــجــلــس الـــنـــواب األمريكي وهــمــا إلــهــان عـمـر (الجــئــة صــومــالــيــة) ورشــيــدة طليب (مــهــاجــرة فـلـسـطـيـنـيـة)، وهــــذه الـنـتـيـجـة تـحـسـب لروح الديمقراطية املمارسة في أمريكا ولتأكيد أن هذه الدولة قـامـت على أطـيـاف عـديـدة ومــن جميع زوايـــا وجنبات األرض، تلك األعراق التي كونت هذه الدولة الكبرى من خال استغال كل عقل مهاجر إليها واستطاعت هضم عشرات األعراق لتكوين أعظم دولة في العصر الحديث. يحدث هذا هناك، أما في واقعنا اإلسامي فنحن ندفع بالعقول الجبارة للهجرة وال نمنحها أي فرصة للنبوغ، ومع مواصلة هجرة العقول واألسر العربية واإلسامية تحولوا في دول الغرب إلى قوى إبداعية خاقة في جميع مناشط الـحـيـاة، وغـــدا الــغــرب يفاخر بـأولـئـك املبدعن كمواطنن غربين وإن أرادوا التذكير بتلك القوى قيل إن فـان أو فانة من أصــول عربية أو إسـامـيـة... ولكى نشعر أننا مازلنا أحياء سرعان ما نقول أن هذا العالم الـبـريـطـانـي أصــلــه مسلم أو ذاك الـحـاصـل عـلـى جائزة نوبل أصله عربي... وهكذا. وننسى أن هؤالء أبدعوا في الغرب بسبب توفر الفرص الــتــي جـعـلـتـهـم نــابــغــن، وهــــذا الـــــدرس نــعــرفــه جميعًا و(نتفذلك) به في أحيان كثيرة.. ومن النقاط التي نسهو عـنـهـا أن ذلـــك الــفــرد الــــذي نــبــغ هــنــاك أصــبــح انتماؤه الوظيفي للدولة التي يمثلها وليس لجذوره العربية أو اإلسامية.. وفــوز إلـهـان عمر ورشــيــدة طليب وفرحتنا بهما فقط لكونهما مسلمتن عربيتن متأملن أن يكون لهما شأن بالوقوف مع القضايا العربية أو اإلسامية، وهذا فكر مراهق النــزال نمارسه ولـم نفطم عن (مـص أصابعنا)، ونعبر عنه باحتفاليتنا الركيكة مع ظهور أي نجم ملع هناك.. والحقيقة املسطرة أن أي عضو (عربي أو إسامي) في أي برملان تشريعي أو تنفيذي أو قضائي يكون انتماؤه لـلـدولـة الـتـي يحمل اسـمـهـا ولـيـس لـعـروقـه الـديـنـيـة أو العرقية، فهذا العضو يلتزم بقوانن البلد املنتمي إليها ويظل شغله الشاغل تحقيق برامجه االنتخابية التي وعد بها ناخبيه.. وكــثــيــر مــن الــعــرب واملــســلــمــن أعــضــاء فــي بــرملــانــات ال يستطيع الفرد منهم امليل عن أهداف دولته التي منحته املــواطــنــة، ويـمـكـن تــذكــر أعــضــاء الكنسيت اإلسرائيلي الــعــرب (الـفـلـسـطـيـنـيـن)، فــهــؤالء األعــضــاء ال يستطيع العضو منهم فعل شيء خـارج إرادة املجلس أو رئيس الـــوزراء، بالرغم أنهم يشاهدون الوحشية اإلسرائيلية وما تفعله من بطش ألبناء جلدتهم ودينهم ودمهم.. إن االنتماء ات السياسية ال تقوم على دين وال على عرق، وإنــمــا تـنـهـض وتـتـفـاعـل مــع خــدمــة الـبـلـد الـــذي منحه الجنسية واملكانة املرموقة. فلندع الـفـرحـة املـراهـقـة، ونتنبه للعقول النابغة التي ندفع بها للهجرة وبعد مضي سنوات نفاخر بأن فانًا أو فانة كانوا بيننا..