ترمب ونتائج االنتخابات األمريكية !
ال مفاجآت في نتائج االنتخابات النصفية األمريكية، فكما تـوقـعـت اسـتـطـاعـات الــــرأي فـــاز الـديـمـقـراطـيـون بمجلس الــنــواب، وفــاز الجمهوريون بمجلس الـشـيـوخ، وقــد جرت الـــعـــادة تــاريــخـيــا أن تـمـيـل نـتـائــج االنــتــخــابــات النصفية التالية النتخابات الرئاسة للحزب املنافس لحزب الرئيس، وربـمـا كـانـت املـفـاجـأة الـوحـيـدة فـي هــذه االنـتـخـابـات هي انــتــزاع الجمهوريني مقاعد أخــرى مــن الديمقراطيني في مجلس الشيوخ! سياسيًا، تكمن أهمية فوز الديمقراطيني بمجلس النواب في الحد من صعود املوجة اليمينية املتطرفة التي أثارت قلق األمريكيني على مستقبل بادهم وقيم مؤسسيها، وكذلك ضـبـط إيــقــاع اإلدارة األمـريـكـيـة للرئيس تــرمــب، فـلـم يعد يملك السلطة املطلقة التي شعر أنه يتمتع بها في الفترة السابقة، كما أن الديمقراطيني سيعملون من باب املناكفة الحزبية على تعطيل مشاريعه، وتشكيل لجان التحقيق التي ستسبب له صداعا كبيرا، لكن في املقابل شكل تعزيز الجمهوريني لسيطرتهم على مجلس الشيوخ شبكة األمان التي يحتاجها ترمب ملواجهة أي نوايا ديمقراطية لعزله أو إضعاف سلطته، كما أنه سيكون في وضع مريح لتمرير تعييناته للمناصب الـعـلـيـا واعــتــمــاد الــســفــراء مــن خال أغلبيته الحزبية املريحة في مجلس الشيوخ! على مستوى السياسة الخارجية، تبقى الكلمة العليا لتقرير السياسة الخارجية وإدارة العاقات مع الـدول واملنظمات الدولية بيد الرئيس األمريكي، وبالتالي لن يكون لنتائج االنتخابات تأثير كبير على سياسات ترمب تجاه إيران والصني وروسيا، ولم تكن هذه السياسات محل نزاع كبير مع الديمقراطيني على أي حال!