خطيب املسجد احلرام: اللسان سبب الكثير من النزاعات واحلروب
أكــد إمــام وخطيب املسجد الـحـرام الـدكـتـور سعود الـشـريـم أن كـثـيـرًا مــن الــنــزاعــات والــحــروب لــم تكن لتطفو إال بسبب اللسان وعثراته، فإذا كانت النيران تذكى بالعيدان فإن الحروب مبدأها كالم، وما وقع خالف وال تباغض وال تدابر إال وللسان منه نصيب بمجافاته ما هو أحسن، فإن نزغ الشيطان لن يجد محال له بن الناس إال إذا فقد اللسان حسنه وقدم ما يشن على ما يزين، وإن تحقق التقوى بأفئدتهم وصالح أعمالهم ال يتم إال إذا حكم ألسنتهم القول السديد. وبـن أن ديـن املــرء وعقله يوجبان عليه استشعار عظم شأن لسانه وما له من تبعات وما عليه منها، فــــإن عــثــرة الــلــســان أشــــد خــطــرا عــلــى صــاحــبــه من عـثـرة بـرجـلـه، مـؤكـدًا أن مكمن خـطـورتـه يـبـدو في اسـتـصـغـار حجمه أمـــام بقية أعــضــاء جــســده، فكم من أرواح أزهقت بسببه، وكم من أعراض قذفت من خالله، وكم من حق قلب باطال وباطل قلب حقا، كل ذلكم بسبب إعمال اللسان فيما ال يجوز، أو إحجامه عما ينبغي، في حن أن أخطاره وأضراره أسرع في املضي من نفعه، ألن بعض األفهام تعبث باألسماع فـــال تـــعـــرف إلحـــســـان الـــظـــن طـــريـــقـــا، وال للمحمل الحسن سبيال، فإن الكلمة إذا خرجت من لسان املرء لم تعد ملكا له بل تصبح كالكرة تتقاذفها مضارب الالعبن بها، كل يفسرها بما يخدم غاياته ومآربه. ولـفـت الـدكـتـور الـشـريـم إلــى أمــريــن؛ أولـهـمـا إطالق املـــرء لـسـانـه فــي كــل شــيء تكلف مـمـقـوت، ولبوس مــكــروه، فـمـن أقــبــح مــا يـنـطـق بــه الــلــســان مــا خرج منه على سبيل التعالي والتكلف والغرور، واألمر اآلخـر أن نـزول صاحب اللسان ميدانا غير ميدانه وخوضه فنا غير فنه عورة مكشوفة، ومحل لتندر الناس به. وفـي املدينة املـنـورة أوضــح إمــام وخطيب املسجد النبوي صالح البدير وقال إن املسلمن يتعاطفون بــالــصــلــة والـــبـــر واإلحــــســــان ويــتــفــضــلــون بالعفو واملسامحة ويتواصلون باملرحمة.