نساء من عسير لـ
خفية متنع إنشاء مدارس القيادة في اجلنوب
أبدى عدد من نساء عسير أسفهن لتأخير إنشاء مدارس لقيادة السيارات وعلى صمت الجهات املــعــنــيــة عــــن تـــوضـــيـــح األســـــبـــــاب الـــتـــي تمنع افـتـتـاحـهـا، وأكـــدن لـــ «عــكــاظ» أن قـــرار السماح للقيادة تاريخي ويسهم في تحرير النساء من سطوة السائق األجنبي، واالنتظار في الشوارع لحني من يتكفل بإيصالهن.
وقـــــالـــــت ســـلـــمـــى الـــقـــحـــطـــانـــي، إنــــهــــا سجدت شــاكــرة حــني سـمـعـت بـخـبـر السماح لـــلـــمـــرأة بـــالـــقـــيـــادة، األمــــــر الــــذي ينهي مـعـانـاتـهـا الـيـومـيـة مع الـسـائـقـني األجـــانـــب، «تحقق الــحــلــم الــــذي طـــال انتظاره، اعــــتــــبــــر يــــــــوم الـــــعـــــاشـــــر من شـــوال املــاضــي، يــوم مولدي الـــــجـــــديـــــد». وأوضــــــحــــــت أن معاناتها مـع السائقني أشبه بــالــتــســول فــطــاملــا تـــرجـــت هذا وتوسلت ذاك، وتشاجرت مع هذا لسوء أدبه تارة ولطمعه وجشعه تارة أخرى. وأضــــافــــت الــقــحــطــانــي أنـــهـــا تــمــتــلــك مركبتني تستخدمهما للذهاب والعودة من وإلى عملها، وتــشــعــر بــســعــادة ال تــوصــف، غــيــر أنــهــا أبدت أسفها لـعـدم افتتاح مـدرسـة قـيـادة للنساء في عسير حتى اللحظة. وأضافت أن نساء املنطقة يـنـتـظـرن الــحــصــول عـلـى رخــصــهــن. مــؤكــدة أن تــأخــر افــتــتــاح مـــدرســـة لــلــقــيــادة الــنــســائــيــة في عسير، أجبر كثيرا من الفتيات لالستعانة بها لتدريبهن على القيادة، «لم أتخذ قرار املوافقة من عدمه، لتعذر وجود أماكن آمنة للتدريب».
ال بوادر جادة
مــن جــانــبــهــا، قــالــت اإلعــالمــيــة نــــورة مروعي إنـه منذ صــدور الـقـرار بــدأت غالبية املــدن في اتخاذ ما يلزم لتهيئة كل ما من شأنه تسهيل األمر وإنجازه، وفوجئنا في عسير، أن األمور تسير ببطء وعدم وجود بوادر جادة، حاولنا البحث والتقصي عـن األمــر وكـل جهة تحمل املــســؤولــيــة لـجـهـة أخــــرى، بـحـجـة عـــدم وجود أرض مـنـاسـبـة إلنــشــاء مــــدارس لـلـقـيـادة. كما أن اللقاء الـذي جمع بني املـرور وجامعة امللك خالد لم يثمر عن نتائج مبشرة ووجــود أمل في وقت قريب وال يلوح في األفق ما يشير إلى إنهاء اإلشكالية في تعثر الجهات ذات الصلة فـي إنـجـاز املهمة فـي الـوقـت املـحـدد. وأشارت مــروعــي إلــى أنـهـا ال تعلم مــا إذا كـانـت هـنـاك أيـــاد تتعمد تــــــــســــــــويــــــــف األمــــــــــــر وتأخيره عن عمد. وتــتــســاءل: «هل يعقل أن املنطقة الـــــــجـــــــنـــــــوبـــــــيـــــــة بأسرها ومنطقة عسير بشكل خاص مـتـأخـرة عـن غيرها ما أسباب ذلك؟». وأضــــــافــــــت أن كــــثــــيــــرا من الـسـيـدات على اسـتـعـداد لتحمل أعـبـاء ومشقة الــســفــر لــلــمــدن لــلــحــصــول عــلــى رخــصــة قيادة وتـواجـهـهـن عــوائــق رســـوم الــتــدريــب والرسوم الـعـالـيـة مـقـابــل إصــــدار الــرخــصــة، إذ إن الحد األدنــــــى 2500 ريــــــال. وتــتــابــع مـــروعـــي إن ما يحدث تعجيز وتطفيش وتعطيل غير مبرر، فــإذا كــان الـقـرار ال يفرق بـني املــرأة والـرجـل في آلية تنفيذ إجراءات إصدار الرخصة للجنسني وفي العقوبات، فلماذا تختلف رسوم التدريب ورسوم إصدار الرخصة للرجل عن املرأة؟. وزادت أنه برغم أنها تجيد قيادة السيارة منذ ثماني سنوات، إال أنها حريصة على الحصول على الرخصة واحـتـرام النظام، لكنها اعتبرت ذلـــك ال يـعـنـي أن يــمــارس ضــد الــنــســاء تمييز من قبل مــدارس القيادة كما حدث في املناطق واملدن األخرى.
املرور يفضل الصمت
نورة عسيري قالت إن القرار التاريخي يتجاوز املــــــــرأة لــيــشــمــل الــــوطــــن ورؤيـــــتـــــه للمستقبل، ويــؤكــد أنـــه مــــاض بــقــوة وثــبــات نــحــو تحقيق الرؤية الطموحة، واملــرأة تعتبر جـزءًا مهمًا في املجتمعات إال أنها تتعرض أحيانا إلى التمييز، ومن أبرز أشكال التمييز الذي تعاني منه رفض قيادتها للسيارة على رغم أنها كانت في القديم تــركــب الـخـيـول والــجــمــال، وفــي وقـتـنـا الحالي املــــرأة تــشــارك الــرجــل فــي الـعـمـل وعلى رغم انتقاص مهارتها في القيادة إال أنــهــا تــعــد أفــضــل مــن بعض الــــرجــــال فــــي قــــيــــادة السيارة واحترام القوانني املرورية. وزادت بــــــقــــــولــــــهــــــا: «مــــــن إيــــجــــابــــيــــات قــــــيــــــادة املــــــــرأة لــلــســيــارة إذا كـــانـــت موظفة فإنها تحتاج إلى االنتقال من مـكـان سكنها إلــى مـكـان عملها دون الحاجة إلى املزيد من الوقت والــجــهــد الـــــذي ســتــبــذلــه فـــي حال استخدمت وسـائـل املــواصــالت أو اسـتـقـلـت ســيــارة أجــــرة، كـمـا أنــهــا سـتـوفـر املال وبـــذلـــك فــــإن الـــقـــيـــادة ســتــســهــل عــلــيــهــا الكثير مــن األمـــور، وأضــافــت نـــورة أن اسـتـخـدام املرأة للسيارة سيساعد على تقليل األزمـات املرورية وحـوادث السير إذ أثبتت الدراسات أن الزيادة في نسبة الحوادث من الرجال الذين يمارسون قــيــادة الــســيــارة بـطـريـقـة مــتــهــورة فـيـمـا تلتزم املـــرأة بـاألنـظـمـة، «أقـــود مركبتي فــي أبـهـا بكل يسر وسهولة، ومع مرور الوقت القادم، سنرى نسبة كبيرة من بنات الوطن يقدن مركباتهن ويمارسن حياتهن اليومية بشكل طبيعي». «عكاظ» تواصلت مع مرور منطقة عسير ملعرفة أســـبـــاب عــــدم افــتــتــاح مـــدرســـة لـتـعـلـيـم النساء الــقــيـادة، إال أنـهـا لــم تحصل على إجــابــة حتى لحظة اعداد التقرير.