هواة رصد الطقس مهددون.. احلل في «احلاسة السادسة»!

مـفـارقـة األمــطــار أمــس (الـجـمـعـة) فـي جــدة حملت تنبيهات مـتـأخـرة بثتها الهيئة العامة لألرصاد وحماية البيئة لألهالي عن توقعها هطول أمطار رعدية تتراوح بني غزيرة مصحوبة بزخات البرد مع رياح نشطة. عند صدور التنبيه املتقدم من «األرصاد» في الساعة الـ53:9 كانت أمطار عروس البحر األحمر التي بـدأت بالهطول مع تباشير وشعاع شـروق شمسها قد أسدلت ستارها، وكأن هيئة األرصاد آخر من يعلم عن البدايات والنهايات، فالتقرير التنبيهي الذي حمل عنوان «تنبيه متقدم لهطول أمطار على محافظة جدة واملراكز التابعة لها» زعم أن الحالة املطرية تستمر إلى الثانية عشرة ظهرا، وهو أمر لم يحدث على أرض الواقع، ففي منتصف النهار كانت العروس قد جففت مالبسها ورتبت ضفائرها.. فمن كانت هيئة األرصاد تخاطب؟ مفارقة أخرى رصدتها «عكاظ» عن التقارير الكالسيكية التي درجت هيئة األرصــــاد عـلـى بثها عـنـد الـسـابـعـة مــن صـبـاح كــل يـــوم، إذ تظهر أن تقرير حــالــة الـطـقـس «الــروتــيــنــيــة» الـيـومـيـة املــعــتــادة مـنـسـوخـة بـــ«الــكــربــون» من اليوم السابق. في تقرير الخميس والجمعة ذات األرقـام واتجاهات الرياح السطحية وحـالـة البحر الهائج وارتـفـاعـات املــوج. إنها عـبـارات معلبة ما عادت تلفت انتباه من تطلب «األرصاد» تنبيههم. والهيئة، التي درجت على إرسال عتبها لراصدي الطقس على منصات التواصل االجتماعي وتهديد الهواة من متتبعي الرعود والبروق بالدعاوى القضائية، فشلت مرتني في أسبوع واحد في التنبؤ، آخرها أمطار جمعة جدة أمس. إنه من حسن حظ املـــدارس وأولــيــاء األمـــور فـي عطلتهم األسـبـوعـيـة، إذ ظـلـوا يعتمدون على الـحـاسـة الـسـادسـة فـي التنبؤ بـحـال الطقس واملــطــر، بعدما خـابـت تقارير «األرصاد».. (آخر من يعلم)!