Okaz

يا حرام ماكو إعالم!

-

من كم جيل غنى محمد عبده أغنية «ماكو فكة»، وهي من كلمات سـلـطـان عـبـدالـلـ­ه سـلـطـان، وألــحــان يــوســف املـهـنـا، ونــالــت انتشارًا واسـعـًا لحلو كالمها وظــرف لحنها وجـمـال أداء محمد الــذي منذ دخل هذا الكادر وكأنه ولد ليطرب، وللذين ال يعرفون معنى كلمة «ماكو» فهي باللهجة العراقية وبعض دول الخليج املالصقة لها تعني «مــافــي» بلهجتنا، أو «مـفـيـش» باللهجة املــصــري­ــة، أو بح باألداء الطفولي الذي ماكو كالم بريء يضاهيه. والحقيقة كل تلك اللهجات تؤدي إلى روما، وأنتم عارفني أن روما مسكينة، أخذت مثال أيام الحروب، ثم أصبحت مرمطون الرغبات واألمـــثـ­ــال وكـــل مــن أراد أن يــذهــب إلـــى أي مــكــان صـــحـــرا­ء كـــان أو بستانًا أو حديقة حـيـوان، املهم املتاهة التي ضربت بها األمثال، مع أن الضرب ممنوع، ولكن أصال من داري عنك ياللي في الظالم تضرب، أقـول إن تلك املتاهة هي حـال اإلعــالم العربي ليس اليوم، ولكن الحقيقة من أيام جدتي العجيزة، وإلى اآلن وال أحد وال حتى خميس أو جمعة، يقول لي إنه سيصلح «والله يرحم مزنة»، وهذا مثل يضرب عند اليأس، ويظهر أنها ماتت قهرًا على أمـل أبـى أن يتحقق، وشكل مزنة أنها لو عاشت أعمارًا عدة، لم تصادف ما كان بخاطرها. املهم يا سيداتي وسادتي ‪»the laydes is first«‬ علينا أن نترحم على إعالمنا العربي، فقد مات ولم يبق منه حتى الرفات، وزارات إعالم ومؤسسات وأحيانًا صرف املاليني باملئات وقد تصل للمليارات وال نرى إال حشفًا وسوء كيلة، على فكرة حتى مواطنو الدول العربية ال ينظرون لقنواتهم اإلخبارية، حيث إنها كالم بايت، واملصيبة أنه مجمد ألجل أن يسيحوه مرة ثانية ويذيعوه ثانية وثالثة. خالص أيها املتربعون على قمة اإلعالم العربي اللي مستخبي ظهر وبان، واملستخبي هذا هو العجز عن األفكار الخالقة واألداء املقنع.. محطات العالم تقنع الشعوب باألكاذيب ونحن نعجز أن نقنعهم بصدق ما لدينا. لقد شابت قنواتنا وكانت زمان تتكئ على عصا أن التواصل العاملي منقرض تقنيًا وإدراكًا، ولكن تلك العصا لم تعد متاحة، ولم تعد أيضًا العصا ملن عصى، فالناس تستطيع الوصول إلـى أي قناة وأي مقال فـي صحيفة ورقـيـة -والـتـي أكثرها ال يزال يعاني من سكرات املوت- أو أي وسيلة أخرى، وذلك عن طريق أدوات التواصل االجتماعي، وهــو قاعد فـي مجلسه، وربـمـا ستصله في املستقبل وهو غارق في أحالمه. كثيرة هي الظروف التي أثبتت أن إعالمنا العربي أثبت فشله في إيصال أصواتنا وقضايانا إلى أهلنا وشعوبنا، فكيف تصل إلى شعوب العالم؟ إن اإلعالم هو السيف إن لم تقطعه قطعك. وإذا كان الكثير من البلدان العربية ال يعول عليها سواء من عدم قدرتها أو من مواقفها العائمة أصال وال يرجى منها خير، فإني أقترح تحالفًا إعالميًا من السعودية ومصر واإلمارات والبحرين والكويت، ومن يريد أن ينضم على غرار التحالف العربي في حرب اليمن، وإذا تمنعوا فلنقم به نحن منفردين، على أن تختار مجموعة من خيرة الفاهمني في اإلعــالم الحديث وخاصة أدوات التواصل االجتماعي وليعطوا العيش لخبازه من الشباب القادرين ذوي األفكار الخالقة املبدعة، وباملناسبة.. أين هي الدول اإلسالمية والعربية التي أصابتها التخمة من وقفاتنا ومساعداتنا وهي ال تنطق حتى كلمة؟ أعود لإلعالم العربي لقد خرج ولم يعد، فال عزاء ملن شابت أفكاره وقدراته، باختصار الكالم «ماكو إعالم».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia