نعم بيوتهم من زجاج !
على مــدى أسابيع تتعرض اململكة لحمات عدائية مضللة قـوامـهـا االفـــتـــراءات ومـقـاصـدهـا شــريــرة في مـــحـــاوالت يــائــســة لـلـنـيـل مـــن صــورتــهــا ومسيرتها وطموحاتها ودورهــا املـحـوري، الــذي طاملا حاولت قـوى إقليمية منذ زمـن التأثير عليه وعرقلته وتشويهه تحت شـعـارات خادعة خبيثة، تارة باسم القومية أو خداع ما يسمى املمانعة واملقاومة، وتـلـك األطـــراف أبـعـد مـا يـكـون عنها، بـل ال يمانعون وال يمنعون أنفسهم عن أي شيء فيه هدم لهذه األمة وتقويض استقرار دولها بـالـفـن واإلرهــــــاب، ومـــا أكــثــر الــقــرائــن فــي زمـنـنـا هـــذا مــن فوضى وأجـــنـــدة إيـــرانـــيـــة تــوســعــيــة، ومـــــال قــطــري داعـــــم لها، وحاضنة تركية ملنظمات وجـمـاعـات إرهـابـيـة، ضمن مخطط إعادة تشكيل مستقبل املنطقة. أقـــول ذلــك لنضع الحقائق ناصعة وحـتـى يمكن فهم دهــالــيــز وخــبــايــا ونـــوايـــا الــحــمــات املــكــشــوفــة، وفهم أســالــيــب صـانـعـيـهـا ومــروجــيــهــا لـــخـــداع الـــــرأي العام إقليميا وعامليا، وهي بالفعل صناعة ماكرة تكرست مع ظهور قناة الجزيرة القطرية كمشروع إعامي مسموم لتفجير املنطقة برعاية رسمية قطرية ورضى من دول وقوى خارجية، حقيقته (اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس). في أكثر من برنامج حرصت عمدا على مشاهدتها أو جزء منها لرصد طبيعة الحمات العدائية ضد اململكة، حـيـث يـأتـي الــســؤال ملغما بــاألكــاذيــب لـتـأتـي اإلجابة ناضحة بأجندة القناة وعلى هوى مقدمي تلك البرامج من مرتزقة املال. أولــــى املــاحــظــات أن الــضــيــف عــنــدمــا يــصــادف أن يــتــحــدث بلغة إنجليزية وبشيء من املوضوعية تأتي الترجمة العربية مناقضة في بعض الكلمات والعبارات، وإسقاط ما يقوله الضيف إن كان منصفا للمملكة، وأحـيـانـا يختفي صــوت الضيف دون صورته، ليوغل املترجم فـي سمومه، وبـهـذا يتم توظيف استضافة بعض املحللني وتشويه حقيقة ما قاله، فيبدو األمـر للمشاهد حسب ما تـريـده الـقـنـاة، وكـثـيـرا مـا يـبـادر املـذيـع بمقاطعة الضيف إن جاء رأيــه على غير هــواه، أمــا إذا كــان مـن ناعقي الفتنة فله كـل الوقت والتسخني والتضليل. ومـــن أســالــيــب الـتـضـلـيـل وغــســل األدمــغــة االنـتـقـائـيـة الـفـجـة وبتر الـــعـــبـــارات واالقـــتـــبـــاســـات، والــتــاعــب بــاملــعــلــومــات بـحـيـث تعطي انطباعات وتفسيرات تخالف الحقيقة. ومن أساليب التضليل أيضا إهمال خلفية األحداث، مما يجعلها ناقصة ومشوهة، وال يستطيع املتلقي فهمها وتفسيرها، وذلك من خال الخلط والتهويل. األمــر اآلخــر الــذي يستوجب التوقف عـنـده: إذا كــان جـهـات تركية رسـمـيـة أو مجهلة تــدعــي أن لـديـهـا أدلـــة وتـسـتـغـل حــادثــة الوفاة بقنصلية املـمـلـكـة فــي إســطــنــبــول، ويــــردد ذلـــك إعـــام الــحــقــد، فإن السؤال نحيله إلى أكثر من صحيفة أمريكية شهيرة منها «واشنطن بــوســت» األكــثــر تـعـرضـا للمملكة وأيــضــا مــا جـــاء في «نيويورك تايمز» بتاريخ 6 يونيه الجاري، والتي قالت إن تركيا التي تدعي البطولة في قضية وفاة خاشقجي، هـــي نــفــســهــا تـــقـــذف بـــــآالف املـــعـــارضـــني والصحفيني والعسكريني في السجون، وإن التسريبات امللفقة ضد اململكة هي محاولة لتغطية االنتهاكات منذ محاولة االنـــقـــاب فــي عـــام ،2016 مــشــيــرة إلـــى تــقــريــر منظمة العفو الدولية إلى أن تركيا تظل أسوأ سجان في العالم للعام الثاني على التوالي، وتساءلت الصحيفتان: إذا كانت تركيا تواصل تسريباتها وتستغل القضية ضد اململكة، فلماذا التطلق سراح القابعني دون محاكمات في سجونها. السؤال: إذا كانت تركيا حريصة على عاقتها باململكة فما معنى تلك التسريبات املضللة؟ أال يكشف ذلك سوء النوايا لتلويث الفضاء اإلعامي العاملي بأكاذيب تستهدف صورة اململكة، وأن تركيا والدول املارقة في ضوء تأزمها داخليا وخارجيا وبكل جرائمها فـي حـق شعوبها واإلنـسـانـيـة، تبيع وتشتري من خالها مواقف أوروبية وأمريكية وغيرها، ولعل كلمة األمير تركي الفيصل تكشف حقيقة تلك الدول أمام شموخ اململكة، (بأن بيوتهم من زجــاج، فا يقذفوا غيرهم بالحجارة)، وهـا هي تلك الحمات الظاملة املضللة هي إلى زوال أمام وعي الرأي العام والدول املتعقلة الـتـي تـراجـع حساباتها طبقا لفهم مـوضـوعـي لسير التحقيقات والحقائق كدول مسؤولة الترهن مواقفها ومصالحها على تجار السياسة في املنطقة.