Okaz

نعم بيوتهم من زجاج !

- د. إبراهيم إسماعيل كتبي * * كاتب سعودي

على مــدى أسابيع تتعرض اململكة لحمات عدائية مضللة قـوامـهـا االفـــتــ­ـراءات ومـقـاصـده­ـا شــريــرة في مـــحـــاو­الت يــائــســ­ة لـلـنـيـل مـــن صــورتــهـ­ـا ومسيرتها وطموحاتها ودورهــا املـحـوري، الــذي طاملا حاولت قـوى إقليمية منذ زمـن التأثير عليه وعرقلته وتشويهه تحت شـعـارات خادعة خبيثة، تارة باسم القومية أو خداع ما يسمى املمانعة واملقاومة، وتـلـك األطـــراف أبـعـد مـا يـكـون عنها، بـل ال يمانعون وال يمنعون أنفسهم عن أي شيء فيه هدم لهذه األمة وتقويض استقرار دولها بـالـفـن واإلرهــــ­ــاب، ومـــا أكــثــر الــقــرائ­ــن فــي زمـنـنـا هـــذا مــن فوضى وأجـــنـــ­دة إيـــرانــ­ـيـــة تــوســعــ­يــة، ومـــــال قــطــري داعـــــم لها، وحاضنة تركية ملنظمات وجـمـاعـات إرهـابـيـة، ضمن مخطط إعادة تشكيل مستقبل املنطقة. أقـــول ذلــك لنضع الحقائق ناصعة وحـتـى يمكن فهم دهــالــيـ­ـز وخــبــايـ­ـا ونـــوايــ­ـا الــحــمــ­ات املــكــشـ­ـوفــة، وفهم أســالــيـ­ـب صـانـعـيـه­ـا ومــروجــي­ــهــا لـــخـــدا­ع الـــــرأي العام إقليميا وعامليا، وهي بالفعل صناعة ماكرة تكرست مع ظهور قناة الجزيرة القطرية كمشروع إعامي مسموم لتفجير املنطقة برعاية رسمية قطرية ورضى من دول وقوى خارجية، حقيقته (اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس). في أكثر من برنامج حرصت عمدا على مشاهدتها أو جزء منها لرصد طبيعة الحمات العدائية ضد اململكة، حـيـث يـأتـي الــســؤال ملغما بــاألكــا­ذيــب لـتـأتـي اإلجابة ناضحة بأجندة القناة وعلى هوى مقدمي تلك البرامج من مرتزقة املال. أولــــى املــاحــظ­ــات أن الــضــيــ­ف عــنــدمــ­ا يــصــادف أن يــتــحــد­ث بلغة إنجليزية وبشيء من املوضوعية تأتي الترجمة العربية مناقضة في بعض الكلمات والعبارات، وإسقاط ما يقوله الضيف إن كان منصفا للمملكة، وأحـيـانـا يختفي صــوت الضيف دون صورته، ليوغل املترجم فـي سمومه، وبـهـذا يتم توظيف استضافة بعض املحللني وتشويه حقيقة ما قاله، فيبدو األمـر للمشاهد حسب ما تـريـده الـقـنـاة، وكـثـيـرا مـا يـبـادر املـذيـع بمقاطعة الضيف إن جاء رأيــه على غير هــواه، أمــا إذا كــان مـن ناعقي الفتنة فله كـل الوقت والتسخني والتضليل. ومـــن أســالــيـ­ـب الـتـضـلـي­ـل وغــســل األدمــغــ­ة االنـتـقـا­ئـيـة الـفـجـة وبتر الـــعـــب­ـــارات واالقـــتـ­ــبـــاســ­ـات، والــتــاع­ــب بــاملــعـ­ـلــومــات بـحـيـث تعطي انطباعات وتفسيرات تخالف الحقيقة. ومن أساليب التضليل أيضا إهمال خلفية األحداث، مما يجعلها ناقصة ومشوهة، وال يستطيع املتلقي فهمها وتفسيرها، وذلك من خال الخلط والتهويل. األمــر اآلخــر الــذي يستوجب التوقف عـنـده: إذا كــان جـهـات تركية رسـمـيـة أو مجهلة تــدعــي أن لـديـهـا أدلـــة وتـسـتـغـل حــادثــة الوفاة بقنصلية املـمـلـكـ­ة فــي إســطــنــ­بــول، ويــــردد ذلـــك إعـــام الــحــقــ­د، فإن السؤال نحيله إلى أكثر من صحيفة أمريكية شهيرة منها «واشنطن بــوســت» األكــثــر تـعـرضـا للمملكة وأيــضــا مــا جـــاء في «نيويورك تايمز» بتاريخ 6 يونيه الجاري، والتي قالت إن تركيا التي تدعي البطولة في قضية وفاة خاشقجي، هـــي نــفــســه­ــا تـــقـــذف بـــــآالف املـــعـــ­ارضـــني والصحفيني والعسكريني في السجون، وإن التسريبات امللفقة ضد اململكة هي محاولة لتغطية االنتهاكات منذ محاولة االنـــقــ­ـاب فــي عـــام ،2016 مــشــيــر­ة إلـــى تــقــريــ­ر منظمة العفو الدولية إلى أن تركيا تظل أسوأ سجان في العالم للعام الثاني على التوالي، وتساءلت الصحيفتان: إذا كانت تركيا تواصل تسريباتها وتستغل القضية ضد اململكة، فلماذا التطلق سراح القابعني دون محاكمات في سجونها. السؤال: إذا كانت تركيا حريصة على عاقتها باململكة فما معنى تلك التسريبات املضللة؟ أال يكشف ذلك سوء النوايا لتلويث الفضاء اإلعامي العاملي بأكاذيب تستهدف صورة اململكة، وأن تركيا والدول املارقة في ضوء تأزمها داخليا وخارجيا وبكل جرائمها فـي حـق شعوبها واإلنـسـان­ـيـة، تبيع وتشتري من خالها مواقف أوروبية وأمريكية وغيرها، ولعل كلمة األمير تركي الفيصل تكشف حقيقة تلك الدول أمام شموخ اململكة، (بأن بيوتهم من زجــاج، فا يقذفوا غيرهم بالحجارة)، وهـا هي تلك الحمات الظاملة املضللة هي إلى زوال أمام وعي الرأي العام والدول املتعقلة الـتـي تـراجـع حساباتها طبقا لفهم مـوضـوعـي لسير التحقيقات والحقائق كدول مسؤولة الترهن مواقفها ومصالحها على تجار السياسة في املنطقة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia