ندوة اجلناح السعودي: الرواية البوليسية ليست للتسلية
العامري لـ
يــخــتــتــم مـــعـــرض الـــشـــارقـــة الــــدولــــي للكتاب، الـيـوم (الـسـبـت)، إذ زاد زائـــروه عـن املليونني بـفـعـالـيـاتـه الــنــوعــيــة املـخـتـلـفـة، فــأصــبــح من أهـم ثاثة معارض للكتاب في العالم، وأحد أهم املشروعات الفكرية لحاكم الشارقة الشيخ الــدكــتــور ســلــطــان الــقــاســمــي، لـتـوجـيـه خطاب ثقافي إماراتي عربي من الشارقة إلى العالم. وتستعد هيئة الـشـارقـة للكتاب فــي 23 أبريل الـــقـــادم ملـــدة عـــام كــامــل الحــتــفــاالت «الشارقة عـاصـمـة عـاملـيـة للكتاب ،»2019 إذ منحت «الــيــونــســكــو» الـــشـــارقـــة الــلــقــب لجهودها الثقافية واملـعـرفـيـة عـلـى املـسـتـوى العربي والعاملي. وتـــشـــتـــمـــل االحـــــتـــــفـــــاالت بـــاملـــنـــاســـبـــة على سلسلة فعاليات ثقافية، وإطــاق مشاريع، ومبادرات، لتحقيق سلسلة أهـداف، أبرزها: تطوير صناعة النشر فـي اإلمـــارات والوطن العربي، وتسهيل وصــول الكتاب إلـى جميع املــجــتــمــع، وتــعــزيــز ثــقــافــة الــــقــــراءة لتصبح أسلوب حياة. مسؤولية كبرى مـــن جــانــبــه، أكــــد رئـــيـــس نظم الجناح السعودي بمعرض الشارقة للكتاب، ندوة «أدب الجريمة واألدب البوليسي» للباحث فــي أدب الجريمة ورئيس نـادي تبوك األدبــي سابقا الدكتور أحمد بن حسني عسيري، الذي انتقد نظرة اآلخرين لــألدب البوليسي بأنها نظرة دونـيـة، وأن البعض يـــراهـــا مـــن أجــــل الـتـسـلـيـة وأنـــهـــا لــيــســت أدبـــــا، وال تخضع ملقياس معني، وأنها دائما جريمة وقاتل وتحقيق وتثبت، محددة في إطـار محدد ليست مثل الروايات األخرى االجتماعية التي نستطيع أن نقول إن الرواية انعكاس لحياة الشعوب، إذ يعتقدون أن األدب البوليسي ليس أدبًا كاما. على صعيد متصل، أطلقت الروائية الجزائرية أحــام مستغانمي باملعرض كتابها (شهيا كــــــفــــــراق)، الــــــــذي ســــــرد مـــــواقـــــف ولحظات عاشتها مـع قـامـات عاصرتهم، مثل: نزار قــبــانــي وغــــازي الـقـصـيـبـي، مــوضــحــة أنه «ليس كتاب حب تماما، إذ فيه شيء من الحب، وفيه كثير من التهكم، ألن الحياة هــيــئــة الـــشـــارقـــة للكتاب تفرض علينا أن ال نأخذ األمور كثيرًا مأخذ الجد، لكي ال نشقى بها، وهو موجه إلى العقول، وفيه شيء من الوطنية، والوجع العربي، ألنني لم أشف من عروبتي». من جانب آخـر، احتضن «ملتقى الكتاب» ضمن فعاليات املعرض، الندوة األدبية «روايات مرئية» للمؤلف واملخرج الـسـيـنـمـائـي األمــريــكــي تــرافــيــس هـنـتـر واملـــؤلـــف املصري سعيد سالم. وأكدت الندوة أن الرواية املكتوبة مساحة مفتوحة وقادرة عــلــى اســتــيــعــاب الــتــفــاصــيــل، أمـــا الــســيــنــاريــو السينمائي (الرواية املرئية) تلجأ إلى اختصار العمل األدبي ليتناسب مع نافذة الفيلم. وأشارت إلى أن الرواية األدبية تستوعب األصناف األدبية التي تتيح للكاتب الحرية املطلقة باالنتقال والقفز بني األزمنة، واالنتقال من مكان إلى آخر، أما النص السينمائي يـخـصـص مــســاحــة تــصــل إلـــى ثـلـثـي الــســيــنــاريــو مــن أجل املشهد، وثلثًا واحدًا للحوار، فالسينما تعتمد على العني بـالـدرجـة األولـــى ثـم األذن، ولـكـن أهمية الــروايــات األدبية املكتوبة تكمن في الشكل واملضمون، الذي يستند بالدرجة األولى إلى الصدق الفني باعتباره الركيزة األساس لنجاح األعمال األدبية، والجسر األسرع إلى قلوب وعقول القراء.