اإلنسانية أحوج ما تكون حلاملي شعارات الوئام ال ملثيري الكراهية والعنصرية
األقــلــيــات الـديـنـيـة والـعـرقـيـة وفـــاء ألوطــانــهــم التي فـتـحـت لـهـم وآلبــائــهــم أبــوابــهــا، ثــم يــأتــي التطرف فـي أقـصـى يمينه ليثير الـنـعـرات على حـسـاب تلك الـتـضـحـيـات، وعــلــى حــســاب تـلـك الــوحــدة بسلمها االجتماعي الذي يمثل املساس به مخاطرة بحماية أهم ركائز املصلحة الوطنية العليا. وحــث بــرامــج االنــدمــاج الـوطـنـي ملـعـالـجـة أي عزلة ذات جوانب سلبية سـواء أكانت تعليمية أو دينية أو عرقية أو غـيـرهـا، السيما مـا كــان منها متبنيًا لــرفــع شــعــارات تــدعــو لـلـكـراهـيـة والـعـنـف أو تطلب سـن الـقـوانـني ذات التمييز واإلقــصــاء، أو التساهل فــي مــمــارســات الـتـمـيـيـز الـوظـيـفـي أو فـــرض ثقافة األكــثــريــة عـلـى األقـلـيـة بـهـدف صـهـرهـا بـمـا يحمله ذلـك كله مـن إنـــذارات مبكرة على مستقبل انسجام وقــوة الـوحـدة الوطنية، الفتا إلــى أن هــذا ال يعني التدخل في الخصوصيات والحريات املشروعة لكن من املهم أن ندرك بأن الحرية تقف عند حدود أحكام الدستور والنظام واملصلحة العليا للدولة الوطنية في سلمها ووئامها. وأكــــد أنـــه مــن املــهــم نــشــر الــوعــي بــرفــض استدعاء األحــداث التاريخية ومحاكمتها مجددًا فالتاريخ الــســابــق ســــواء أكــــان ســيــاســيــًا أو ديــنــيــًا أو عرقيًا يتحمله بكافة آثاره أصحابه، وليس من العدل وال املنطق أن ألوم به اآلخرين ملجرد أنه امتداد ديني أو عرقي أو جغرافي أو سياسي ملن سبق، وفي القرآن الكريم يـقـول الـلـه تعالى عمن مـضـى: «تـلـك أمــة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم وال تسألون عما كانوا يعملون». واستعرض الدكتور محمد العيسى في امللتقى أهم مـعـالـم خـريـطـة طــريــق املــواطــنــة املـشـتـركـة فــي دول التنوع من تسعة محاور.