كالم فاضي !
رغـــــــم أن بــــنــــات األفــــــكــــــار كــــثــــيــــرات ومختلفات ومـــتـــنـــوعـــات، إال أن لــيــس جـمـيـعـهـن صالحات، وأعــنــي للنشر بـالـطـبـع. وصــدقــونــي ألــعــن مــا قد يـواجـهـه أي كـاتـب هــو اخـتـيـار فـكـرة ملــقــال، يبني عليها بقية أفكاره ويبدأ في سرد املوضوع ما بني أيديكم الكريمة وعقولكم املختلفة، وما بني مؤيد ومعارض، يقف الكاتب في املنتصف متفرجًا وفي بعض األحيان مستمتعًا باختالف اآلراء واألذواق التي لو لم تختلف لبارت (املقاالت). وألن الــكــاتــب إذا مـــــارس الــكــتــابــة كـمـهـنـة سوف تـصـبـح وظـيـفـتـه (بــيــاع كــــالم) بــال شـــك، قــــررت أن أبيعكم الــيــوم، وبــني الـبـايـع والــشــاري يفتح الله، ومـــا لـكـم عــلــي حــلــفــان، بــنــات أفـــكـــاري العزيزات، الجميالت منهن والقبيحات، مشغوالت في الوقت الحالي، أو بمعنى أدق هن خارج نطاق التغطية إلى حني ميسرة. فــحــضــرتــي مـــن ذوات املـــــــزاج الـــزئـــبـــقـــي، بمعنى (مودي) على الدوام ال يسير على وتيرة واحدة، بل هو Up / down الله يكفيكم الشر، ولو كان هناك نظام يفرض على املزاجات كنظام ساهر، لكنت من أكثر الناس تسديدًا للمخالفات والتجاوزات. وال عليكم مني، دعونا نعود ملحور حديثنا الذي ال محور فيه، وال فكرة، وال ركيزة من األساس! وبــصــراحــة ال أريــــد أيـــًا مــنــهــم، فــقــد مـسـكـت القلم ورفعته عني، ثم قررت اليوم أن أكتب (كالم فاضي) وتعمدت ايضًا أن ال يسمن وال يغني من جوع. فمن حولنا الكثير من املواقف واألحداث واألشياء الفارغة من ُالداخل، عديمة الفائدة، لذلك لن تجد يا عزيزي هنا أي فائدة مرجوة لتنتظرها مني، و(اكسكيوز مـي) ال يسألني أحدكم ويقول لي ما الفائدة التي تعود علّي كقارئ من هذا املقال؟ فليس من الضروري حصد الفوائد دائمًا، فحسب دراستي للواقع، اكتشفت أن هناك علما مستحدثا يستخدمه الغالبية من البشر ويسمى (علم الكالم الــفــاضــي) ويـرتـكـز هــذا الـعـلـم عـلـى فلسفة بعض (املتعابطني) الذين يسبقون األحــداث دائمًا، وقد يقولون مـا ال يصدقون فـيـه، ويـؤلـفـون القصص والـسـيـنــاريـوهـات الــدرامــيــة ويــكــذبــون الــكـذبــة ثم يصدقونها ويعملون بها، والحمد لله أن بلغني باكتشاف هذا العلم ووفقني إلبصاره النور. وألنــي سئلت كثيرًا عـن تعريف هــذا العلم سوف أعــرفــه وأخــتــصــره فــي كلمتني وأقــــول: هــو الكالم (الـــِخـــرطـــي) الــــذي ال فــائــدة مــنــه، مــثــل هـــذا املقال تمامًا. ومـثـل مــا كـانـت مقدمتي هــذه خـاتـمـتـي، (فوتكو بعافية) يا جماعة الخير، ومن ال يزال مصرًا على استخراج أي فائدة أو معنى في هذا املقال أقول له كما يقولون ربما تجدها في بطن (الكاتب). وعــلــى الـــطـــاري، مــا ألـــذ أنــــواع الــســوشــي بالنسبة لكم؟