االستهداف الفاشل
بعد مـراوغـات ممتدة مارستها تركيا في تسريب معلومات مـجـزأة إلثــارة الــرأي العاملي ضـد كيان اململكة، حتى وصلت قضية التسجيالت إلى ما وصلت إليه اآلن . وكانت شخصية ولي العهد هي املستهدفة، إذ ظلت التسريبات تشير بعني وقحة إلى أنه من يقف خلف تلك الحادثة، وبقليل مــن الـفـطـنـة يـمـكـن تــبــني أن اإلشــــــارات املــتــزاحــمــة الستهداف الشخصية الثانية فـي هــرم السلطة لـم تكن عبثا، فالحادثة وقـــعـــت، ووعــــــدت املــمــلــكــة بــمــعــاقــبــة الــفــاعــلــني وفــــق القضاء السعودي، ووفق ما تصل إليه التحقيقات، إال أن استهدافنا تقف خلفه نية مبيتة إلحــداث زعزعة األركــان، ومـن املعروف أن ثــورات الربيع العربي قامت على فكرة الفوضى الخالقة من أجل إفشال الدولة (كما حدث في جميع دول الربيع)، وألن املخطط لم يفلح في خلق فوضى بني املواطنني، اتت حادثة جمال خاشقجي وسيلة إلحداث الفوضى. ومع جميع املؤامرات اإلعالمية التي ظلت تنفث خبثها، جاء ت جميع األشرطة التسجيلية خالية من أي إشـارة لولي العهد، رغــم اعـتـرافـات اململكة بوقوعها والتزامها بتنفيذ العقوبة التي ينص عليها القضاء السعودي ضد الفعلة. ومع ظهور تصريحات كبار املسؤولني في الدول الكبرى التي نفت أن يكون لولي العهد أي يد في ما حدث، علينا اآلن ترتيب أولويات من استقصد اململكة في رموزها أو في اقتصادها أو في أمنها. ومــمــا حملته الـصـحـف بـخـصـوص الــحــالــة املـرتـبـطـة بمقتل جمال خاشقجي نجد أن أمريكا تؤكد أنه ليس هناك أي عالقة بني الحادثة واألمير محمد بن سلمان، وأن فرنسا نفت أنها استلمت شيئا مــن التسجيالت الـتـي أعـدتـهـا تـركـيـا باتهام شخصية نـافـذة فـي الـسـعـوديـة، بينما كـانـت بريطانيا أكثر وضوحا عندما قالت: مؤامرات إعالمية تستهدف السعودية منذ زمن. لم تكن الوسيلة التي مارستها تركيا وسيلة نبيلة تبحث عن الحقيقة بل كانت تستهدف اإلخــالل وخلق فوضى في أعلى السلطة.. هذه هي القضية.