مرحلة سعودية مختلفة!
لفت نظري خبر نشرته هـذه الصحيفة قبل أسبوعن، يـقـول: «كرم أهــالــي قـريـة مـخـتـارة فــي صـامـطـة فــي منطقة جـــازان رئـيـس بلدية املحافظة املهندس هادي دغريري، نظير ما تقدمه البلدية لقريتهم والـقـرى كافة مـن خـدمـات تنموية أنهت كثيرًا مـن معاناتهم. وقدم أعيان القرية شهادة شكر وتقدير لرئيس البلدية مؤكدين أنـه من باب اإلنصاف أن نشيد باإليجابيات مثلما ننتقد السلبيات....الخ».. (انتهى). كان خبرًا الفتًا، ربما بالنسبة لي على األقل، كوني طيلة ما يقرب من ثالثن عامًا فترة عملي بالصحافة املحلية، لم أجد أو أر أو أقرأ أن مواطنن قد قاموا بشكر إدارة خدمية أو مسؤول (ما) في هذا الجهاز أو تلك الـجـهـة، فـكـل أوراق الصحف تـضـج بـشـكـاواهـم وتظلماتهم خـاصـة مــن األمــانــات والـبـلـديـات مـــرورًا بالصحة والتعليم واملياه والـكـهـربـاء وغـيـرهـا كـثـيـر، ســـواء فــي صـفـحـات الــقــراء أو فــي أعمدة بعض الكتاب الذين يتناولون شؤون الناس وينشرون الرسائل التي قـد تصلهم مـن قرائهم وهــي تمتلئ بشكاوى عـديـدة مـن التقصير واإلهـــمـــال والــالمــبــاالة وعــــدم االكـــتـــراث تــجــاه معيشتهم وتجويد حـيـاتـهـم ورفــعــهــا إلـــى مــا يـفـتـرض مــن تـوفـيـر الــخــدمــات التنموية وإصالح البنى التحتية. الــدهــشــة لـيـسـت هــنــا، أي فــي الــتــحــول الـــذي طـــرأ عـلـى الــنــاس مثال، فجعلهم يـسـتـبـدلـون الــرضــا بــالــشــكــوى، ويــســتــشــعــرون الــنــور بدل الظالم، ويمعنون النظر في النصف املليء من الكأس ويرتوون منه عوض النصف الفارغ من ذات الكأس، ولكن الدهشة تكمن ّفي املوقع الذي حدث فيه هذا االنسجام بن املواطن واملسؤول، ذلك أن محافظة صامطة والـقـرى التابعة لها تقع في إقليم الحد الجنوبي وقريبة جــدًا مما يـجـري هـنـاك مـن صــراعــات دامــيــة، منذ ثــالث ســنــوات، بن أبطالنا السعودين جـنـود الـحـق والــنــور وبــن العصابة اإليرانية املتمثلة في فرقة الحوثين الطاغية، وهو حدث يؤكد ثقة الجهات الحكومية وسكان تلك املنطقة في جيش وجند وطنهم في الذود عن بالده مما يجعلهم يتفرغون لإلنجاز والبناء والتطوير والتحديث والتنمية. لست أكتب في هذا املكان ألمتدح رئيس بلدية صامطة على جهوده التي نال بحقها تكريم مواطنن بسطاء من قرية كانت تحلم بالنماء وتـغـيـيـر حـالـهـا إلــى األجــمــل وهــو مــا تحقق وسـيـزيـد تحققه أكثر وأكثر ما دمنا معًا يدًا بيد، قيادة وشعبًا، مسؤولن ومواطنن، ففي النهاية هذا دور أي مؤتمن على مصالح الناس في محيطه، ولكنني أمتدح هذه املرحلة السعودية الزاهية واملختلفة، على الرغم من كل الحروب واملؤامرات والدسائس من قبل القريبن قبل البعيدين، مع األسف املرير، وعندما أقول إن فترتنا الوطنية الفارقة بإحداث املنجز والـعـمـل شـاهـد حــي يـسـر الـنـاظـريـن، وتحقيق الـتـنـاغـم بــن الشعب وقيادته، فأن قائدًا مثل خـادم الحرمن الشريفن، حفظه الله، آمن بأهمية الشباب السعودي وقـدرتـه على اإلسـهـام في تحديث وطنه بثقة وتسارع وكفاء ة وإخالص، فكانت هذه القيادة الشابة ممثلة في صاحب الرؤية الطموحة سمو ولي العهد األمير محمد بن سلمان الـذي استطاع أن يمكن شبابنا من تولي املسؤولية باقتدار وحس وطني شفاف ورفيع في مختلف القطاعات، سواء في أعلى الهرم أو دون ذلـك بقليل، ليصنعوا وطنًا قــادرًا على الحياة والبقاء، بعون الله، حتى لو واجهته الدنيا كلها بعواصفها وإعصاراتها املريضة. إنني أجزم أن املهندس الشاب هادي دغريري رئيس بلدية محافظة صامطة، بأعماله املضيئة، هو واحد من مئات بل من آالف الشباب الــســعــودي الــذيــن يــجــب أن نـمـكـن لــهــم الــعــمــل والــتــجــربــة والقيادة وندعمهم كي تخرج إنجازاتهم إلـى النور كدليل مهم على صالبة التجربة السعودية الجديدة وهي تصعد، بثقٍة واطمئنان ورشاقٍة أيضًا، صوب الشمس!