اللعبة التركية.. من التسريبات إلى التسجيالت!
وفــقــا لـتـصـريـح مـسـتـشـار األمــــن الــقــومــي األمــريــكــي جون بولتون فإن تسجيالت حادثة جمال خاشقجي لم تتضمن مـا يشير إلـى عالقة ولـي العهد السعودي بالحادثة، كما أن متاجرة الرئيس التركي بهذه التسجيالت وعرضها في مزاد سوق االبتزاز الدولي استفز وزير الخارجية الفرنسي الذي وصفها بأنها لعبة سياسية! ومن الالفت أن تعرض هذه التسجيالت على دول مثل كندا وأملانيا وبريطانيا وأمريكا بينما تم حجبها عن النائب العام السعودي خـالل زيارته ألسطنبول، فهل الهدف هو البحث عن الحقيقة وتحقيق العدالة أم االبتزاز والتأليب وتجييش املجتمع الدولي ضد السعودية؟! فجميع التسريبات التي تقوم بها السلطات التركية لم تزد معلومة واحدة عما ورد في بيان النيابة العامة السعودية، كــمــا أن أي مــضــمــون مـحـتـمـل ألي تــســجــيــالت مــرئــيــة أو صوتية لن يخرج عن وصف ما جرى داخل القنصيلة وهو أمــر يـديـن مـن ارتـكـبـوا العملية ولـيـس السلطة السعودية التي اعتقلت املتهمني وأخضعتهم للتحقيقات وستقدم من يستحق منهم للمحاكمة! هــــذه الــتــســجــيــالت تــهــم الــنــيــابــة الـــعـــامـــة الـــســـعـــوديـــة في تحقيقاتها أكـثـر مــن األتــــراك، لـكـن الــفــارق أن السعوديني سـيـسـتـخـدمـونـهـا إلدانــــة الــجــنــاة، بـيـنـمـا األتـــــراك يريدون استخدامها إلدانة دولة بأكملها! وما دام أن التسريبات هي سيدة املوقف اليوم عند اإلعالم الــغــربــي، فـمـا صـحـة مــا تـســرب عــن مـعـرفـة األتــــراك بنوايا التخطيط لعملية ضد خاشقجي داخـل القنصلية، وملاذا لم تحذره، وملـاذا جعلت منه -رحمه الله- طعما في فخها املـنـصـوب، فـــإذا صحت هــذه التسريبات فإنها شـريـك في الــجــريــمــة ومـــســـؤول عـــن اســتــغــالل خــاشــقــجــي وتعريض حياته للموت، ناهيك عن جريمة التنصت على مقر بعثة دبلوماسية! اللعبة التي تحدث عنها الـوزيـر الفرنسي لـم تكن جوابا عــفــويــا، بــل إشــــارة لـلـعـبـة كــبــيــرة خــطــط لــهــا بـعـنـايـة ضد السعودية ومشروعها الطموح، لكن بعض األلعاب خطرة وقد تنفجر في وجوه أصحابها!