اململكة تناشد قيادة ميامنار باحتضان شعبها دون متييز
ناشدت اململكة العربية السعودية، القيادة املدنية في ميانمار، بأن تدرك أن النضال من أجل الحرية هــو كــل ال يــتــجــزأ، وأن املــســؤولــيــة املـعـنـويـة التي تضعها الجوائز العاملية هي أيضا أمانة تاريخية وأخالقية، داعية القيادة املدنية في ميانمار، ألن تثبت بـأنـهـا جــديــرة بـاحــتــرام الــعــالــم، وبمساندة شـعـبـهـا وذلــــك عـــن طــريــق احــتــضــانــهــا لــكــل أبناء وطنها دون تمييز أو محاباة. جــاء ذلــك فـي كلمة اململكة الـتـي ألقاها املندوب الدائم لوفد اململكة العربية السعودية لدى األمم املتحدة السفير عبدالله بن يحيى املعلمي، أمام اجــتــمــاع األمــــم املــتــحــدة بــنــيــويــورك أمـــس األول (الــجــمــعــة)، فــي الـبـنـد 74 لـتـقـديـم مــشــروع قرار حالة حقوق اإلنسان في ميانمار. وقال السفير املعلمي في كلمة اململكة: «إن األحداث فــي مـيـانـمـار مــا زالــــت تـتـالحـق وتـلـقـي ظــــالال من الشك وخيبة األمل حيال التطورات اإليجابية التي شهدتها ميانمار على الصعيد السياسي، ذلك أن مثل هذه التطورات ال يمكن أن تكتمل دون أن تكون شاملة لجميع أفراد الشعب في ميانمار بمختلف أعــراقــهــم وديــانــاتــهــم وانــتــمــاءاتــهــم التاريخية، أمـا مـا نشاهده الـيـوم فهو استمرار السلطات في مــيــانــمــار فـــي إنـــكـــار الـــوجـــود والــهــويــة الوطنية والـحـقـوق األسـاسـيـة ألكـثـر مـن مليون مـواطـن من أبناء الروهينغا املسلمني، باإلضافة إلـى غيرهم مــن الــفــئــات املــضــطــهــدة فــي مــيــانــمــار، ولـــم تكتف السلطات في ميانمار بهذا اإلنكار املتعمد للهوية، وإنما تجاوزته ليصبح إنكارا للحق في الوجود على أرض بالدهم بل والحق في الحياة». وأضاف: «لقد تابعنا في العام املاضي باستهجان شديد، عمليات الطرد وحـرق املنازل التي تعرض لها مئات اآلالف من الروهينغا الذين أجبروا على عبور الـحـدود إلـى بنغالديش، وشهدنا بإعجاب وتــقــديــر كــيــف تــعــامــلــت حــكــومــة بــنــغــالديــش مع هــؤالء الالجئني بالرغم من شح املــوارد وصعوبة األحـــــوال، وبــعــد مـضـي أكــثــر مــن عـــام عـلـى جرائم الــطــرد واإلحـــــراق والـقـتـل الــتــي تــعــرض لـهـا شعب الروهينغا فـي واليــة راخـــني، فإننا ال نجد اليوم أي بارقة أمل في عودة الالجئني إلى ديارهم عودة طوعية كريمة، بل إننا نرى حتى هذا اليوم حملة الــرعــب الــتــي تكتنف الــعــائــديــن حـيـث ال يعلمون أي مصير ينتظرهم، وكيف سيواجههم الجيش واملليشيات املتطرفة في بالدهم». وأوضح املعلمي، أن القرار الذي قدمته اململكة لألمم املتحدة في هذا الــشــأن، قــد راعـــى الـــتـــوازن واملــوضــوعــيــة، فالقرار مـن ناحية يـرحـب بكل الـخـطـوات اإليجابية التي اتــخــذتــهــا الــحــكــومــة، ومـــن نــاحــيــة أخــــرى يتمسك بضرورة التوصل إلى حل حاسم ملأساة املسلمني الروهينغا، حل يشتمل على االعتراف بحقهم في املواطنة والـعـودة والحياة الكريمة. وتابع قائال: «كلما تحدثنا عن ميانمار تبرز في األفـق صورة األمني العام األسبق لألمم املتحدة كوفي عنان، إذ كانت مـأسـاة ماينمار واحــدة مـن آخـر املـهـام التي تــوالهــا حــني تـــرأس الـلـجـنـة االســتــشــاريــة لتقصي الحقائق التي أصدرت تقريرًا شامال عن األوضاع في ميانمار»، مشيرًا إلـى أن إحــدى وسائل إحياء ذكـــرى كــوفــي عــنــان، تـتـمـثـل فــي املـطـالـبـة بتنفيذ توصياته، تنفيذًا دقيقًا شامال وسريعًا.