رحلة «ديسكفري».. رائد فضاء االحتياطي
اســتــمــر الــبــســام يــخــدم بــلــده مـــــدرس تـــدريـــب على مــقــاتــالت 5 F مــن عـــام 1973 وحــتــى ســنــة 1984 التي شهدت اختياره كرائد فضاء احتياطي، فكان ذلـــك بــدايــة املـنـعـطـف املـفـصـلـي الــثــالــث فــي حياته. ومـلـخـص الـقـصـة أن الــســعــوديــة اسـتـلـمـت فــي تلك السنة طلبا مـن (عــرب ســات) إلرســال قمر صناعي متخصص باالتصاالت يخدم جميع الدول العربية. وكــانــت مهمة إطـــالق الـقـمـر الـصـنـاعـي مـوكـلـة إلى وكالة (ناسا) األمريكية للفضاء، فطلبت ناسا من عـــرب ســـات أن تــرســل طــيــارا لــلــوقــوف عــلــى إطالق القمر العربي في الفضاء الخارجي. وبما أن «وزارة البرق والبريد والهاتف» السعودية كانت آنذاك هي املـسـؤولـة عـن االتــصــاالت، فإنها طلبت مـن القوات الــجــويــة الــســعــوديــة أن تــرشــح لــهــا أحـــد الطيارين لــلــقــيــام بــاملــهــمــة املــــذكــــورة، فــقــامــت قـــيـــادة القوات الجوية بدورها بإرسال الطلب إلى القواعد الجوية املــنــتــشــرة فـــي املــمــلــكــة لــتــرشــيــح مـــن تـــــراه مناسبا مــن طــيــاريــهــا. وهــكــذا تــم اخــتــيــار 10 طــيــاريــن من مختلف القواعد الجوية بناء على لياقتهم البدنية وتــفــوقــهــم الــــدراســــي، عـــــالوة عــلــى األمـــيـــر سلطان بـن سلمان كمرشح مـن قبل وزارة اإلعـــالم. وقــد تم إجـــراء اخــتــبــارات معينة لهم قبل اخـتـيـار 3 منهم هم: األمير سلطان بن سلمان وعبداملحسن البسام وعبدالرحمن البلوي، إلى أن تقرر أن يكون األمير سلطان هو من سينضم إلى طاقم املكوك الفضائي األمريكي «ديسكفري»، على أن يكون البسام رفيقه رائد فضاء احتياطيا. فــي عــام 1985 غـــادر الـبـسـام اململكة بمعية األمير سـلـطـان بــن سـلـمـان إلــى الــواليــات املــتــحــدة، وكانت مــعــهــم بــعــثــة عـلـمـيـة مـــن مــعــهــد الــبــحــوث بجامعة البترول واملعادن بالظهران بقيادة الدكتور عبدالله الـدبـاغ. كـان على األمير والـرائـد االحتياطي القيام بتدريبات مشابهة من تلك املتعلقة بالعيش خارج نـطـاق الـجـاذبـيـة األرضــيــة، شاملة الـطـيـران والنوم والــعــمــل والــريــاضــة والـــصـــالة واملــطــالــعــة والطعام وغيرها وذلك من خالل أجهزة املحاكاة. وخالل هذه الفترة توثقت عالقة البسام باألمير سلطان القائمة على التعاون واالحـتـرام مــذاك وحتى الـيـوم، والتي تخللها العديد من املفارقات والقفشات والحكايات. جملة الـقـول أن رحلة «ديسكفري» انتهت خــالل 7 أيـــام بــنــجــاح، وعـــاد املــكــوك إلـــى األرض ســاملــا بعد أن أدى مهمته العلمية وسـاهـم أيـضـا فـي تحمس الشباب السعودي لدخول كليات الطيران الحربية، ودخــــل األمــيــر ســلــطــان بــن ســلــمــان بــن عبدالعزيز التاريخ كأول رائد فضاء عربي ومسلم. أما البسام فقد عـاد إلـى قواعده في كلية امللك فيصل الجوية كقائد لجناح التعليم.