مشروعان ظالميان في مواجهة السعودية!
لطاملا آمنت بعمق بأن نجاح أي مشروع في هذا العالم قائم على قدرته في تجنب سلوك الـطـرق الجانبية التي يدفعه إليها أعداؤه بكل قــوة، وقـد تبني خـال األسابيع املاضية أن الحملة الـتـشـويـهـيـة الـكـبـيـرة الــتــي اسـتـهـدفـت الـسـعـوديــة وطنًا وقــيــادة وشعبًا ليست ســوى نتيجة انعكاس تضليلي ملعاناة الجهات التي تقف خلفها من مشروع السعودية الـجـديـد والـقـفـزة التاريخية الـتـي تشكلها رؤيــة 2030 للمملكة واملنطقة بشكل عام. ال أحد من خصوم الرياض يريد «سعودية عظمى»، فهذا بالنسبة لهم كابوس حقيقي، ذلك ألن الخصومة بينهم وبني اململكة ليست متعلقة بقضايا حقوقية أو صفقات تجارية وإنـمـا قائمة فـي األســـاس على املكانة الدولية والتنافس على قـيـادة املنطقة، وكــل مـا عــدا ذلــك مجرد أقنعة ومعادالت جانبية ال قيمة لها. هناك مشروعان كبيران في الشرق األوسط يهمهما إعاقة الـسـعـوديـة عــن تحقيق رؤيـتـهـا بــأي شكل مــن األشكال، حتى لو دعـا ذلـك الختاق األكـاذيـب السياسية ونصب األفخاخ االستخباراتية وصـرف املليارات على حمات تـشـويـهـيـة دولــيــة تستهدفها بـشـكـل يــومــي فــي اإلعام الـغـربـي، فاملسألة لــدى هـذيـن املـشـروعـني مسألة وجود وليست نزاعًا عابرًا. أول هذين املشروعني املشروع اإليراني الذي توسع كثيرًا منذ االحتال األمريكي للعراق ونجح في الهيمنة بشكل أو آخـر على عـدة دول عربية قبل أن تتحرك السعودية عـسـكـريـًا لــوضــع حــد ملـحـاولـتـه ابــتــاع الـيـمـن وتتحرك دبلوماسيا على مستوى العالم إللغاء االتفاق النووي املشؤوم الـذي منح هذا املشروع ضـوءا أخضر للهيمنة على املنطقة، هذا بجانب التحرك الدبلوماسي السعودي في عدة دول عربية كادت تتحول إلى محافظات إيرانية، وهو األمـر الـذي عطل هذا املشروع كثيرًا قبل أن ينزلق اإليــرانــيــون إلـــى أزمـــة اقــتــصــاديــة خـانـقـة تشغلهم عنه مؤقتا. املشروع الثاني هو املشروع االستعماري العثماني الذي اتـخـذ مــن نـظـام قـطـر وأذرعــــه اإلعــامــيــة ومـعـهـا تنظيم اإلخــوان اإلرهـابـي «مطايا» لعودته إلـى الحياة وإعادة محاولة الهيمنة على الــدول العربية واإلسـامـيـة ومن ثم الفوز بقيادة املنطقة، وهو ال يقل خطرًا عن املشروع اإليـــرانـــي؛ إذ يــحــاول جــر املـنـطـقـة إلـــى عــصــر الظلمات والــرجــعــيــة وهــدفــه الـحـقـيـقـي نـهــب ثــــروات الــــدول التي يهيمن عليها ثقافيا وسياسيا ويمكن متابعته وهو يغرف من أموال الشعب القطري املغلوب على أمره إلنقاذ اقتصاد تركيا. كـا املـشـروعـني السابقني يفزعهما مـشـروع «السعودية العظمى» ويهدد أحامهما، وكل ما يفعانه في الواقع مـجـرد مــحــاوالت لحرفها عـن مـسـار رؤيـتـهـا وإشغالها بالقضايا الجانبية، ولذلك فإن الهزيمة الحقيقية لهذين املـشـروعـني تكمن فـي أن نلتفت لبناء وطننا ونواصل تحقيق رؤيته وال نفكر في سلوك الطرق الجانبية التي يدفعاننا إليها. * كاتب سعودي