«التسريبات» وتساؤالت مهمة!
حسنا، اتضح أن معظم التسريبات اإلعالمية التي بدأت في التدفق منذ الـسـاعـات األولـــى فــي حــادثــة خاشقجي رحـمـه الـلـه صحيحة، لكن هذا يطرح سـؤاال مهما، ليس عن مصدر هذه التسريبات وأهدافه وحسب، وإنما أيضا عن كيفية حصوله على هذه املعلومات الدقيقة؟! بالنسبة لي ولجميع الذين شككوا فيها منذ البداية فإننا اتخذنا املوقف املهني الصحيح، فـال يمكن أن تبنى املـواقـف على تسريبات مجهولة املــصــدر تنشرها وســائــل إعـــالم عـدائـيـة، وكـــان البــد مــن انـتـظـار صدور معلومات من مصادر معلنة أو بيانات رسمية، فال تثريب على كل الذين تصدوا لهذه التسريبات منذ البداية، خاصة مع تدرج التسريبات بشكل ممنهج لتغذية نار الحدث، وتناسق الحملة اإلعالمية الشرسة التي كان واضحا أنها تستهدف بلدا بأكمله وليس الذين ارتكبوا الجريمة! املتهمون الــيــوم فــي عـهـدة الـقـضـاء وسـيـنـالـون املحاكمة الـعـادلـة التي يستحقونها، لـكـن الــســؤال الـــذي يستحق جــوابــا عـــادال: كـيـف حصلت السلطات التركية على املعلومات الدقيقة عـن حـادثـة خاشقجي، فإذا كانت تعلم مسبقا عن املخطط كما تشير تقارير صحفية ملاذا لم تحذر خاشقجي من الذهاب إلى مصيره املحتوم أو تنذر السلطات السعودية بانكشاف املخطط لتحميه؟! وإذا كانت ال تعلم مسبقا، فال سبيل للحصول على كل هذه التفاصيل الدقيقة للحدث وبهذه السرعة الزمنية الفائقة ما لم تمارس التجسس والتنصت على مقر القنصلية، وهو ما يخرق القانون الدولي! أيــا كـانـت األجــوبــة الـتـي سنخرج بـهـا، فإنها تصب فـي حقيقة واحدة هي أن خاشقجي لم يذهب ضحية قتلة قساة تـجـردوا من إنسانيتهم ومسؤولياتهم وحسب، بل وأيضا ضحية استغالله استخباراتيا من قبل األتراك بطريقة غير أخالقية، والخالصة كالهما شريكان في جريمة قتله!