Okaz

مدننا وأحوال الطرق!

-

الـكـثـيـر مــن طـــرق وشـــــوار­ع مـدنـنـا الـكـبـيـر­ة مـنـهـا والــصــغـ­ـيــرة، لــم تعد بحاجة إلـى أمطار لتتكشف رداءة السفلتة والـرصـف وتآكلها بسبب مياه راكدة أو جارية، بل إن بعض أعمال الصيانة ال يكاد يمضي عليها أيـام وأسابيع إال وتنكشف عيوبها جـراء املثل القائل (طبطب وليس يطلع كويس) وهذا يضع عامة استفهام: كيف تتكرر هذه الحالة، وأين الخلل أو الحلقة املفقودة؟ ومهما كانت أسباب أخطاء املقاول أو الجهة املسؤولة، فإن الواقع املحير لهذه املشكلة ال يزال كما هو والتساؤالت نفسها عن حال صيانة كثير من الطرق الداخلية، رغم مناقصات وكراسات الشروط وبنود العقود املوقعة من املقاولن والبلديات معا، والتوقيع باالستام والتسليم. اإلنسان العادي وليس فقط أهل الخبرة والتخصص، يدرك أن السفلتة لـيـسـت ديـــكـــو­را لــلــشــو­ارع وال مــجــرد طــبــقــا­ت تــســر الــنــاظـ­ـريــن وتريح العابرين إلى حن، والجهات الحكومية املعنية تـدرك أن الطرق بنية أساسية وشراين تنمية وخدمة حضارية يجب أن تتمتع بمواصفات الجودة، لكن لألسف بعض الطرق تمت صيانتها وحفرها بعشوائية وأقل جودة وأغلى سعرا، وأعمال الصيانة للطرق مكلفة للدولة حيث العقود في ارتفاع ومع ذلك مازلنا نعاني من رداء ة مواصفات ال تصمد أمام ضغط حركة السيارات واألمطار، بن هبوط وتشققات وتكسرات وعدم استقامة سطح الطريق وضعف الطبقة السفلى. مسألة مقاول الباطن لشركات كبيرة صاحبة العقد تبدو إحدى الثغرات، وكاهما يأخذ نصيبه مـن العمل وال يتحمل نصيبه مـن املسؤولية الغائبة غياب بعض الضمائر في تلك األعـمـال، والحالة الثانية غير املفهومة حتى اآلن، هي كثرة الحفريات لشركات الخدمات العامة التي تعيد رصف حفرياتها، لكن دون حالتها األولى، فتبدو العملية أشبه بالترقيع في تشوه بصري واضح، فأين الرقابة على ذلك. فبعض الشركات تطلب تصريحا لتمديد خدماتها ثم تترك الحفريات لفترة طويلة تضيق خالها الشوارع وترتبك حركتها والسكان، إلى أن تعيد السفلتة ربما بواسطة مقاولي طرق سبق أن تركوا ندبات عليها دونــمــا مـحـاسـبـة، ونـعـتـاد أنـهـا مـجـرد ســد حـفـريـات ولـيـس طـريـقـا أو شارعا يجب أن يتمتع بالجودة وبالشكل الائق ويحافظ على سامة املركبات وراحـة الركاب، وبذلك ليس غريبا وال عجيبا أن تتحول مع األمطار إلى مجار عشوائية وبحيرات ال تصب في شبكات التصريف إن وجدت. أيضا بعض املخططات السكنية تتكرر فيها نفس املشكلة بتعدد املرافق والخدمات املطلوبة ، فلماذا ال يتم تنفيذ تلك املرافق بمناقصة واحدة إلحدى الشركات الكبيرة وتكون مسؤولة عن تنفيذها وتسليمها حسب املـواصـفـ­ات، بـدال مـن أن تقوم بها كـل جهة فـي فـتـرات زمنية متباينة ومتباعدة تؤثر على جاهزية املرافق ويعاني السكان من حال الشوارع، كما نتطلع من البلديات إلـى خطط وأفكار مبدعة في إظهار الجمال البيئي للمدن والشوارع ، لتمتص على األقل صخب الحركة والفوضى املــروريـ­ـة أحـيـانـا، بــدال مــن أن تغني كــل جهة فــي حــدود مسؤوليتها، ويتسلل إليها التراخي. املسؤولون ليسوا منفصلن بأجسادهم عن الحياة اليومية الواسعة، فكيف إذا كانت عيونهم ال تـرى كل هـذا التشوه البصري الــذي يشير إلـــى فـصـل واضـــح بــن أعــمــال املـكـتـب والـــواقـ­ــع، وكـــأن لـيـس باإلمكان أفضل مما كــان، وهــذا ال نــراه في مـدن كثيرة في العالم تهبرك جودة ومواصفات شوارعها، وال تجد أثرا ملثل تلك التشوهات، التي نتيجتها هدر اقتصادي ربما يدعو إلى فكرة تخصيص صيانة وتشغيل الطرق لضمان جودتها وجمالها.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia