يقرأ بعيدا عن متناول األطفال!
بــدون مـقـدمـات، وال تحيات، وال ســامــات، وال أمنيات بصباح جميل، ويوم سعيد، وحياة رائعة، وبال مرتاح، فـلـيـس مــن الـــضـــروري أن يـنـمـق الــكــاتــب مــقــاالتــه دائــمــًا وينشر بها الطاقات اإليجابية، حاله كحال املنجمن الـكـذابـن، الذين (يطقطقون) على رأســك ويتنبؤون لـك بـيـوم رائــع مـع الحبيب، ينسيك هـمـومـك ومـشـاكـلـك، ويــؤكــدون لــك أن هــذا الــيــوم يحمل لك الكثير من املفاجآت الـسـارة التي لم تكن تتوقعها وهـي في طريقها إليك، ثم تبدأ يومك متفائا (كاألبله) وتجد املفاجآت قـد أضـاعـت الطريق وانقلبت تكهناتهم وتكذيباتهم إلــى يوم (مهبب) على دماغك ودماغ اللي يحبوك. وهذا ليس محصورًا فقط على املنجمن، فحتى العصافير وهي العصافير لم نعد نسمع (زقزقتها)، بل تغيرت وصرنا نشاهدها (تزقزق) في كل مكان فقط. ما دعاني لهذه البداية التعيسة التي ترفع الضغط أكثر ما هو (مرفوع)، ما أصبحنا نراه في وسائل التواصل االجتماعي من (سخافات) وانحطاطات أخاقية غير مبررة! فقد انسلخت القيم واملــبــادئ والـرجـولـة كما تنسلخ الحية من جــلــدهــا، فــتــرى (خـــروفـــًا) يــصــور مــع الـفـنـانـة الحليمة (فطيمة خولند) ويقول لها: «منذ سنوات ونحن نصلي االستسقاء ولم يأتنا املطر وحينما زرتينا غرقت الدنيا»... يا مسلم اذكر الله! وخــروفــًا آخــر يقتحم املــســرح ويـنـقـض عـلـى املـطـربـة البسكوتة (تاتسي جعرم) ليقبل يديها ويحتضنها أمام الناس، وبالطبع ال أنسى النسخة النسائية منه والتي أنقضت (كسبايدر مان) على الفنان الخلوق (فاهد املندس). والخروف الذي غافل (السيكيورتي) على املسرح وقفز (كطرزان) على الفنانة الهابطة (هيجاء مرعي) وأهان نفسه أمام الناس وال احترم حتى (شواربه)، واآلخر الكريم الذي أهدى فاشينيستا (ما تعرف وجهها من قفاها) هاتف جوال آخر موديل وقال لها بكل فخر أمام الكاميرا لنا الشرف أن نهديك. طبعًا النماذج أكثر من الهم على القلب، والتفاوت ما شـاء الله في مستوى االنحطاط بينهم في ازديـاد، آخرها مشهد تمثيلي فاشل شاهدته لطفلة ربما ما زالت تعاني من التبول الا إرادي حن سألها شخص تافه عن مواصفات فارس أحامها؟ فأجابت أن في هذا الجيل ال يوجد إال (الخواريف) على حد تعبيرها! طفلة في هذا العمر وتجيب بهكذا جواب ماذا نرتجي من بعده؟! ومن املسؤول عنها وعن تربيتها والذي سمح لها وعلمها معنى هذا املصطلح الــدارج الـذي يستخدم لوصف أشباه الذكور غير املحترمن وال أقول الرجال ألنهم يكرمون عنهم. يكفينا إلى هنا استرسال في سرد االنحطاطات األخاقية، فقد (انحطت) معنوياتي ولست على بعضي. وللتنويه هــذا املــقــال جـــاد، ســاخــر، واقــعــي، حقيقي، والنماذج الواردة فيه ليست خيالية وتمت للواقع بصلة، وأي تشابه بينها وبن الواقع فهي ليست من نسج الخيال. كـمـا أعــــرب مــن مـنـبـري هـــذا عــن قـلـقـي كـمـا يــعــرب األمــــن العام دائمًا، على الحبيب الطفران الذي ال يمتلك سيارة وأشغل راعي التاكسي قائا: (يالتاكسي خذني لها يالتاكسي، وبسكتك خلنا نمر ناخذ عطر رومانسي)، وال أدري هل وصـل أخونا في الله وحــاســب الــرجــال، أم مــا زال تـائـهـًا يبحث لحبيبته عــن العطر الرومانسي؟