تبوك.. باقة ورد للمليك

أشار علي مضيفنا في تبوك أن نتوجه مبكرا إلى مقر احتفال أهــالــي منطقة تــبــوك بـمـقـدم املــلــك لـتـافـي تـعـقـيـدات الحركة املرورية عند وصول امللك إلى املطار، خرجنا من الفندق قبل ٤ ساعات من املوعد املقرر لبدء الحفل، وكانت أول ماحظة لي أن مواطنني افترشوا األرصفة التي سيمر بها موكب امللك مبكرا لتحيته عند مـــروره، وعـنـد الــوصــول إلــى االســتــاد الرياضي كان الفتا امتاء املدرجات باملواطنني من الجنسني وحماسة الهتافات رغم أن وقتا طويا يفصلهم عن لقاء مليكهم. كانت لهفة املواطنني في تبوك للقاء امللك والترحيب به طاغية، وملئت السماء الصافية بمشاعر حب نقية أمطرت امللك فور هبوط طائرته ومـرور سيارته بشوارع تبوك ودخوله إستاد مدينة امللك خالد الرياضية. عند وصوله -حفظه الله- رأيت مامح السعادة والبشر تمأل وجهه، ووجه امللك سلمان دائما يعبر عن مشاعره، وفي تلك الليلة التبوكية البهية لم أر سوى وجه رجل سعيد. بعد نهاية الحفل وأثناء انتظار السيارة التي ستعيدني مع الزميل إدريس الدريس إلى الفندق مر موكب سمو األمير فهد بــن سلطان ليفاجئنا بتوقفه ونــزولــه مــن سـيـارتـه ليشكرنا بكل لطف على تلبية دعــوتــه، فهنأته بنجاح الحفل الباهر وعلى كلمته املعبرة، وقلت لـه إنني رأيــت السعادة فـي وجه طويل العمر، فقال إن من أكثر ما سره بعد وصوله هو رؤية املواطنني يحتشدون في الشوارع بكل عفوية لتحيته وهو ما حمد الله عليه، وحـق له أن يحمد الله فـأي نعمة أعظم على حاكم من محبة شعبه. في تبوك الورد أزهرت مشاعر املواطنني وفاح عبق محبتهم ملليكهم وولي عهده، وتألق أميرهم بإبراز معاني حفاوتهم، فسلمان -كـمـا قــال بــدر بـن عبداملحسن فـي قصيدته الرائعة التي تغنى بها فنان العرب محمد عبده في الحفل- نجم في السماء العالية، لكنها أقرب إلى أبناء الوطن من صدى نبض قلوبهم.