ملاذا ال تفعلون فعل الثري الهندي ؟
أثـــار اهـتـمـامـي خـبـر مــصــور نـشـرتـه «عــكــاظ» في اآلونة األخيرة عن تاجر أملاس هندي اسمه سافجي دهوالكيا، قام في حفل حضره رئيس وزراء الهند الــــذي يـحـكـم مــلــيــار نـسـمـة مــن األحـــيـــاء، بتوزيع مــكــافــآت عــلــى املـــئـــات مـــن مــوظــفــي الــشــركــة التي يملكها التاجر الهندي وكــان من ضمن املكافآت تـوزيـع 600 سـيـارة على موظفيه املـمـيـزيـن، كما حصل ألف موظف من الشركة نفسها على جوائز نقدية سخية وعلى شقق سكنية وكان ذلك الثري قـد وزع مكافآت مماثلة على موظفيه فـي نهاية ،م2016 كجزء من برنامج تطبقه الشركة لجعل املوظفني يتفانون في العمل! هذه الثقافة االقتصادية واالجتماعية واإلنسانية قــلــمــا نـــجـــدهـــا تــطــبــق مــــن قـــبـــل مـــــالك الشركات واملؤسسات العربية بصفة عامة واملحلية بصفة خاصة، فإما أن يكون املتفانون غير موجودين في تلك املؤسسات والشركات وهو ما ال يقول به عاقل أو منصف أو أن السبب فـي ذلــك عائد إلــى الشح الـذي أهلك من كان قبلنا من األمـم، وإال فلماذا ال يفعل أثرياء الوطن العربي ما فعله الثري الهندي، وملاذا «يتعصر» الواحد منهم إن هو أخرج مكافأة نــقــديــة بـسـيـطـة أو ســاعــة يــد لــعــدد مــن املوظفني الذين يكونون قد كدحوا سنوات طويلة وتفانوا إلى منتصف عمرهم حتى يحظوا برضاه الغالي فــتــكــون املــكــافــأة خــطــاب شــكــر أو ســاعــة ملــاعــة أو عالوة أو مالوة! لــقــد وجـــد الــثــري الــهــنــدي الــعــبــقــري أن مــا قدمه مـــن حـــوافـــز ســخــيــة لـلـمـتـفـنـنـني فـــي الــعــمــل خالل عـام م2016 زاد من أرباحه عـدة أضعاف وأشعل الــحــمــاس فـــي نـــفـــوس شـــبـــاب الــشــركــة وكهولها فـزاد الحوافز حتى ظهرت السيارات املهداة على الصفحة األخيرة عن «عكاظ» وهي تمأل مساحة االحتفال في منظر بديع آسر يدل على كرم طبع وذكاء وحسن خلق. ويقال إن األمريكي «روكفلر» صاحب شركة فورد للسيارات الحظ فتورًا في املبيعات بسبب الحرب الــعــاملــيــة األولـــــى حــتــى لـــم تــعــد املــبــيــعــات تغطي رواتــب العاملني وعـددهـم 18 ألـف شخص، ولكن املفاجأة أن روكفلر فاجأ مستشاريه بأمره بزيادة رواتب املوظفني ومنح كل واحد منهم سيارة يدفع ثمنها بالتقسيط وبسعر التكلفة، فعلم الجميع أن عبقريته االقتصادية ستؤدي إلى تنشيط خطوط اإلنـــتـــاج وإعـــــادة تــدويــر األمـــــوال وقـــد كـــان لــه ما أراد لتعود الشركة إلى األربــاح مع نهاية ًالحرب الكونية أما جماعة اعشقيني وكلي بصال فإنهم لن ينالوا ثناء أو يلحسوا عسال!