«تسال» وسوق السيارات الكهربائية بعض الحقيقة
قــبــل ذهـــابـــك إلــــى عــمــلــك ال تـــنـــس شحن بـطـاريـة سـيـارتـك مــع جـهـاز اآليــفــون، قد تكون هذه الجملة شائعة االستخدام في اململكة خالل سنوات قليلة، فخالل الربع املاضي من هذه السنة سجلت سيارة «تسال» الكهربائية مبيعات وصلت إلى 83500 سيارة في أمريكا متفوقة بذلك على مبيعات «مـرسـيـدس» و«بــي أم دبـلـيـو»، وعلى الصعيد الدولي تفوقت مبيعات الشركة على مبيعات جملة من املاركات الشهيرة، فقد بلغت ضعف مبيعات «جــاكــور» مـثـال، ولـذلـك يشبه «بـاتـريـك ماكجي» من صـحـيـفـة «فــايــنــنــشــيــال تــايــمــز» لــحــظــة إطـــــالق هذه السيارة بلحظة إطـالق «اآليـفـون» عند صـدور جيله األول، والـــذي لــم يـكـن حينها ســوى هـاتـف وكاميرا ومشغل mp3 قبل أن يسيطر الحقًا على سوق أجهزة االتــصــال فــي الـعـالـم، ويـضـع شـركـة «أبـــل» فــي املركز األول عـاملـيـًا مــن حـيـث الـقـيـمـة الـسـوقـيـة، وبالتالي، ولذلك فإنه إذا كانت السوق تراهن على شركة سيارات جـديـدة تضع جـهـاز اآليــفــون على عـجـالت أربــع فإن «تسال» ربما تكون هي هذه السيارة! وإذا كــان التحول مـن عالم الـسـيـارات التقليدية إلى السيارات التقنية يحتاج إلى عقود، فإن لدى األملان الوقت الكافي اليوم الختصار الزمن وقلب املعادلة فـي عالم الـسـيـارات، والـذيـن التــزال شركاتهم الثالث تسيطر على حصة ضخمة من السوق العاملية تبلغ 60 مليار يـــورو، ارتـفـعـت معها األربـــاح التشغيلية لهذه الشركات الثالث من 7.3 مليار يورو عام 2013 إلى 11.6 مليار يورو عام 2017 أي بنسبة تصل إلى .%50 ورغـــم أن مــؤســس شــركــة «تــســال» ايـــون مــاســك، الذي كان في أبوظبي قبل أسبوعني، قد أشار إلى أن هذه الـسـيـارة الـفـاخـرة لـن تـكـون فـي مـتـنـاول الجميع في الــوقــت الـحـاضـر بسبب ارتــفــاع األســعــار الـتـي تصل إلى 275000 درهم للطراز الذي يستطيع السير 632 كلم بشحنة كهربائية واحــدة، إال أنـه من املتوقع أن تنخفض هــذه األســعــار بشكل مــتــدرج فــي السنوات القادمة. ترى هل تخلط هذه الشركة أوراق سوق السيارات في اململكة، وتغير من موازين تجارتها، أم تبقى بعض هذه التكتالت االحتكارية على ما هي عليه؟