طفيليات األزمات!
كانت قضية جمال خاشقجي وما أثير حولها من لغط وقصص و«حواديت»، بمثابة الفرصة ملن أراد باململكة شرًا، ومجاال خصبًا للتحريض وإثارة الفنت عند البعض، ومصدر رزق وشهرة للبعض اآلخر. أن يــوظــف أزمـــاتـــك مـــن يــتــربــص بـــك فــهــذا أمر طبيعي ونتفهمه ونـعـرف كيف نتعامل معه، ولــكــن أن يـسـتـخـدم أبــنــاؤك فــي هـــذا التوظيف والتسييس فهذا هو املؤلم حقًا، وهذا ما حدث حني استعانت «خاليا عزمي» بعدد قليل جدا من املبتعثني لتحقيق مآرب نظام الدويلة املعزولة ضـد اململكة، فجندوا أحــد الحمقى والثائرين من أصحاب الشعارات القومجية وذوي النفس العروبي اإلخواني في التأليب على السعودية وإلصاق التهم بها، بل واستباق التحقيقات في قضية خاشقجي والتشكيك بالقيادة وتعاطيها مع هذه القضية، وهذا يذكرنا بما طالب به ذلك الـوضـيــع أثــنــاء هـجـمـة إعــالمـيــة شــرســة سابقة ضد اململكة بتدويل الحرمني.. مما يؤكد -كما أسلفت- استغالل األزمات في مطالبات فانتازية أو الترويج التهامات خبيثة. لــك أن تـتـخـيـل عــزيــزي الـــقـــارئ حــني تــذلــل كل العقبات أمــام أبنائك، وتـوفـر لهم التعليم في أفضل جامعات العالم ورواتب وبدالت وتذاكر لهم ولـذويـهـم وعـالجـًا وملحقيات تسهل لهم كل احتياجاتهم ومــدارس ألبنائهم، ثم تفاجأ بأن أحدهم يقلب عليك املجن ويحاربك بالعلم الـــــذي كــــان لـــك الــفــضــل بــــه، فــيــصــافــح أعـــــداءك ويـعـاهـدهـم عـلـى الـسـمـع والــطــاعــة لـهـدم بيتك ويصبح خنجرًا في خاصرتك يغرسونه متى شـــاءوا ويـحـركـونـه حـسـب الــحــدث ويسممونه كلما اشتدت أزماتك! هنا لنا رأي ولنا وقفة كمواطنني نتفاعل بشكل يــومــي مــع تــلــك الـطـفـيـلـيـات الــتــي تــقــتــات على أزماتنا، وهنا فقط يجب أن يكون دورنا محوريًا وصـلـبـًا فــي إحــبــاط تـلـك األقــــالم وكـشـفـهـا ومن وراءها، وعرض القرائن التي تدين تورطهم مع أجندات معادية لبالدهم بدءًا بإيقاف بعثاتهم على أقــل تقدير وانـتـهـاء بحرق كروتهم وعدم السماح لضعاف النفوس بترميزهم.