السماء متطر صخورا
في اليومني املاضيني ومع تساقط األمطار، كانت حوادث الـخـطـوط الـطـويـلـة مـــادة لـوسـائـل اإلعــــام، فـمـثـل انهيار بــعــض الـــســـدود الــخــرســانــيــة، وســـقـــوط أضــــاع األنفاق، وتــســاقــط الــصــخــور، الــخــطــورة األكــثــر عـلـى عــابــري تلك الخطوط. وألن العمل يتم تنفيذه بعد وقوع املشكلة، لهذا كان لزامًا حث الجهات املسؤولة عن الخطوط الطويلة على العمل قـبـل وقـــوع الــكــارثــة، فمعظم الـخـطـوط املــؤديــة بــني املدن الجبلية أو الطرق التي تم شقها بني جبال متواصلة أو مقطوعة تستوجب املـراجـعـة والصيانة الـدائـمـة، أمــا أن تظل على ما هي من تغيرات مناخية كـ(التعرية مثا) وال يحدث إزالة ما يمكن أن يمثل خطرًا فهذه مسؤولية يجب على الجهات املعنية محاسبة املقصرين عن األداء األمثل. ولـيـس مــن املـعـقـول أن تتساقط الـصـخـور مــن املرتفعات الجبلية مــن غير وجـــود وســائــل الـسـامـة، إذ تجد طرقًا صخرية عديدة من غير وجود تثبيت الصخور بشبكات الـفـوالذ أو صب الخرسانة، هـذا إذا لم تكن هناك فرصة إلزالـــــــة خــطــر الـــصـــخـــور فــهــنــاك وســـائـــل ســـامـــة عديدة ومعروفة عند مهندسي الـطـرق ســواء كــان ذلــك بتوسيع املناطق التي يتوقع فيها سقوط الصخور، وإن لم يكن ذلك ممكنًا فبتكسير الصخور الناتئة أو إزالـة ما يشير على أنه آيل للسقوط أو وضع مساند ترتكز عليها الصخور لتثبيتها أو تثبيتها بالروبة األسمنتية، أو إنشاء جدر اســتــنــاديــة بــارتــفــاعــات تـتـنـاسـب مــع مــخــاطــر التساقط، وكــل هــذا ال يتم مـن خــال الـنـوايـا الحسنة، بـل مـن خال العمل وبذل الجهود خوفًا على أرواح الناس واستشعار املسؤولية، ومن سنوات فإن املهمة الرئيسية شق الطريق وال يتبع ذلك مراجعة ما تحدثه عوامل التعرية أو تساقط األمــطــار، ولـهـذا نـأمـل مـن الـجـهـات املـسـؤولـة تمشيط كل الطرق التي تقع فوقها أو حولها أو أسفلها مخاطر من تساقط الصخور. ومــثــل هـــذه الـقـضـايـا نــــادرًا مــا تـتـم مناقشتها حـتـى مع وجود األخطار ووقـوع الحوادث وموت بعض العابرين لتلك الطرق، فا يحدث إلقاء التهمة على من أهمل الطريق وجعله حفرة قبر.. هذا ال تحدث مناقشته إال نادرًا ونادرًا جدًا.. أتمنى أن تكون هذه القضية باألهمية بمكان حتى يتم االلتفات ملثل هذه األخطار.