Okaz

احلاسد حقير وعالجه احتقاره

-

لـيـس أشـــد مــن حـسـد األخ مـنـذ عـصـر قـابـيـل وهابيل، ولذلك فإن األعرابية العجوز الخبيرة عندما أرادت أن تدعو البنها الوحيد، اختصرت بالقول (اللهم اجعله من املحسودين) ألنها تعلم أنه ال يحسد إال ذو نعمة. انـظـر إلــى اململكة الـعـربـيـ­ة الـسـعـودي­ـة، املـمـثـل الوحيد للعرب واملسلمني (قوال وعمال) في مجموعة العشرين والـذي سيحمل الهم االقتصادي، وربما السياسي، في اللقاء ات الجانبية التي سيعقدها أهم ضيوف القمة مع ولي العهد السعودي صاحب السمو امللكي األمير محمد بـن سلمان، وتعتبر اململكة فـي هــذه املجموعة سفيرا لألشقاء الـعـرب واإلخـــوة املسلمني، ومــع ذلــك تتعرض لهجمة اإلعالم املأجور وبعض املنظمات العربية التي ال تمثل الشعوب، لكنها تستميت في ترويج شائعات الـتـشـكـي­ـك فـــي املـــشـــ­اركـــة، وشـــن حـــرب إعــالمــي­ــة حاقدة تستهدف البلد الذي جند كل ما يملكه من قوة سياسية وتأثير اقتصادي وأهمية دولية، بشهادة رؤساء الدول العظمى، جندها لخدمة العالم العربي واإلسالمي. مـــن غـــرائـــ­ب الــحــســ­د كـــمـــرض نــفــســي بـــشـــري أن هؤالء الحاقدين تركوا ٩١ دولة، منها دول استعمرت أوطانهم ودول قاتلتهم ودول ساندت من قاتلهم ودول استغلت ثــــروات أوطــانــه­ــم الـطـبـيـع­ـيـة وسـلـبـتـه­ـا، ودول دعمت قيادات دكتاتورية أذلتهم، تركت كل هذه الدول التسع عــشــرة، وهــاجــمـ­ـت املـمـلـكـ­ة، الـسـفـيـر الــعــربـ­ـي اإلسالمي (فعليا، قــوال وعـمـال وتشريعا) الـوحـيـد فـي مجموعة العشرين!. الحسد ليس جديدا علينا، ولكننا مطالبون أكثر من أي وقت مضى، بتجاهله وتجاهل شياطينه، وفي الوقت ذاته تسخير ماكينة إعالمية فاعلة لتنوير من يريد أن يعلم وتحصني الشعوب فـي العالم أجمع ضـد التأثر املحتمل بتلك األكاذيب، وحقيقة أننا لم ننجح في ذلك بعد ويـجـب أن نعيد حساباتنا السابقة املبنية على الصبر واملجاملة. فيما يخص التجاهل فقد سبق أن طالبت كثيرا بأن ال تــتــم إعـــــادة نــشــر املــقــاط­ــع املـسـيـئـ­ة ولـــو بــهــدف الرد عليها، ففي رأيي أن إعادة النشر (ولو للرد) هو ترويج ساذج للمقطع خصوصا أننا األكثر متابعة في مواقع الـتـواصـل، خـاصـة (تـويـتـر) وأتـمـنـى أن يـصـدر تشريع يجرم إعادة نشر املقاطع املسيئة للوطن ورموزه، حتى ولو كان للرد عليها فيمكن الرد دون إعادة النشر!. األمر الثاني أن علينا أن نعيد النظر في تعيني قيادات بعض القنوات املتلفزة التي تمثلنا سواء التجارية أو الرسمية فقد ثبت أننا في حاجة لقيادات أذكى وأكثر تخصصا ومهنية وجـديـة فـي الـطـرح وحـسـن اإلدارة، فالكتابة ليست مؤهال لإلدارة. ثالثا: ثبت بما ال يدع مجاال للشك أن التعامل بحسن نية مع األفراد الحاقدين والحاسدين ال جدوى منه وال يغير في حالهم وال يشفي أمراضهم النفسية، لذا علينا أن نتوقف عن دعوتهم في املناسبات الثقافية وإكرامهم، ال في الجنادرية وال غيرها، فالحاقد الحاسد عالجه في الترفع عنه واحتقاره ألنه حقير وكفى.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia