حلقة اإلعالم من األضعف إلى األقوى..!
أصبح من املتداول عند كثير من املتخصصني واملهتمني حتى في املجالس العامة أن اإلعالم الــســعــودي ضــعــيــف.. ! وأنــــه غــيــر قــــادر على مــجــاراة وسـائـل اإلعـــالم األخـــرى املـعـاديـة أو املـنـحـازة ضد اململكة العربية السعودية، وهو كالم يسنده أحيانًا بعض املتخصصني في الشأن السياسي واالقـتـصـادي والثقافي واالجتماعي وحتى اإلعـالمـي بــأن قــوة اململكة السياسية واالقتصادية والعسكرية وثقلها الديني والروحي اليتوازى وتأثير اإلعالم املحسوب على اململكة سواء كان هذا اإلعالم حكوميًا أو قطاعًا خاصًا من املفترض فيه أن يتبنى وجهة النظر السعودية ونظرتها لألحداث من حولها.. والحقيقة أن إصـــدار حكم بـهـذه القسوة وهــذه الحدية أو حتى عند الطرف الـذي ينفي هذه التهمة ويراها محاولة لإلحباط والتقليل من شأن تأثير اإلعالم السعودي داخليًا وخارجيًا يظل في مجمله حكمًا قاصرًا ما لم نحلل وضع اإلعــــــالم فـــي املــمــلــكــة داخــلــيــًا وبــشــفــافــيــة عــالــيــة ثـــم نضع مستهدفًا أو عدة مستهدفات للصورة الذهنية التي نرغب في ترسيخها عن السعودية قيادة ووطنًا وشعبًا وبالتالي نستطيع عـلـى أســاســهــا قــيــاس مـسـتـوى الــتــقــدم وتحقيق األهـــــداف وفـــق خــطــة اسـتـراتـيـجـيـة وتـنـفـيـذيـة وتشغيلية عميقة وذكية ومرنة في نفس الوقت. وألجل أن يكون تحليلنا وتقييمنا لوضع اإلعالم السعودي دقيقًا علينا أن نستعني بكل الخبرات الوطنية التي تزخر بها بالدنا في كل املجاالت التي تعكس الصورة اإلعالمية التي تليق باململكة ألن اإلعالم الحقيقي للدول واملنظمات هــو الـــذي يعكس قـوتـك وتــأثــيــرك الـسـيـاسـي واالقتصادي والثقافي والروحي والعسكري في الداخل والخارج وبكل منصات اإلعالم وبمختلف طرق تقديم املحتوى.. اململكة الـعـربـيـة الـسـعـوديـة دولـــة قـويـة ونـاجـحـة ومؤثرة في منطقة ملتهبة وبائسة وهــذا النجاح والتأثير يجعل التركيز عليها كبيرًا من مختلف وسائل اإلعالم واالهتمام بتفاصيل التفاصيل في الشأن السعودي مضاعفًا بل وغير مألوف أحيانًا قياسًا مع الدول األخرى، هذا التأثير يجلب لـهـا نـوعـني مــن األعــــداء: األول: هــم الـفـاشـلـون الــذيــن يرون هــوة إخـفـاقـهـم الــذريــع مــن خــالل نـجـاح الــدولــة السعودية في تجاوز كل املطبات والحفر السحيقة التي سقطوا فيها ونجت اململكة منها بفضل الله ثم بفضل حكمة قيادتها والتفاف شعبها حول وطنهم وقيادتهم وفي مرحلة ثانية أوقـفـت االنهيار الــذي كــادت أن تنزلق فيه عـدة دول مهمة في املنطقة وهي ماضية في هذا املسار ألبعد مما يتصور هؤالء الفاشلون. بـيـنـمـا أســمــي الـــنـــوع الــثــانــي مـــن األعــــــداء هـــم: املنافسون والــذيــن يــــرون فــي نـجـاح اململكة تـهـديـدًا حقيقيًا لـهـم إما ألنهم يرونها حائط الصد الذي تتكسر عليه كل املشاريع واملخططات السياسية التي يحاولون فيها السيطرة على مقدرات املنطقة أو ألنهم يرون في اململكة نمرًا عربيًا قادمًا يجب إيقافه أو تحييده حتى ال يكون رافعة الشرق األوسط نحو التنمية والتقدم االقتصادي والتنمية البشرية ملنطقة تــحــظــى بــإمــكــانــيــات ومــــقــــدرات هــائــلــة لـــم تـسـتـغـل أحسن االستغالل. الـسـعـوديـة عـبـر تـاريـخـهـا الـسـيـاسـي لــم تـعـول أو تـلـق باال لـوسـائـل اإلعـــالم الـغـربـيـة وحـتـى الـعـربـيـة وخـصـوصـًا في العقدين األخيرين وركــزت جهودها وعـولـت على مواقف الحكومات وبالتالي فهي لـم تستثمر كثيرًا لكسب الرأي الــعــام وتـرفـعـت كثيرًا عــن الــنــزول ملستويات مشبوهة في التعامل كما فعل ويفعل غيرها ربما ألسباب وجيهة منها أن مــا يـشـتـرى بــاملــال قــد يبيعك بــاملــال !! لـكـن هــذا اليعني بالتأكيد ومع ثورة وسائل التواصل االجتماعي أن نتوقف عـن التواصل وأكــرر على عملية «الـتـواصـل» والتأثير في اإلعـــــالم الــخــارجــي عــلــى األقــــل ملـــوازنـــة الـــصـــورة الذهنية وحــيــاديــتــهــا بــــدال مــن قـولـبـتـهـا وتــشــويــهــهــا عــبــر مواقف مضادة ليست في مصلحتنا. صحيح أننا طوال هذا التاريخ كسبنا معاركنا السياسية واالقتصادية وحظينا بنفوذ كبير في دوائـر صنع القرار العاملي وهـذا ما زاد حنق أعــداء السعودية عليها، ولكننا بالفعل نحتاج إلى أال نبقي لهؤالء األعــداء الساحة فارغة دون أن نـهـزمـهـم فـيـهـا ونــحــن عــلــى ذلـــك قـــــادرون وقريبًا فاعلون.