هيبة املعلم على احملك
قــد يـلـجـأ بـعـض املـعـلـمـني واملــعــلــمــات إلى قسوة التعامل من وجهة نظرهم للحاجة في إبراز القوة وفرض االنضباط أمام جيل مدلل تنمو فيه خصائص الحرية وامللكية الـفـرديـة دون تـدريـب وتوجيه مستمر من قبل املربني سواء في األسرة أو املدرسة على ممارستها في إطار املسؤولية واملوازنة بني الحقوق والواجبات، وقد تكررت األحداث التي ال يبرز منها إال عنف املعلم، وتنتهي في أكثر الحاالت بعقوبته واعتقاد الطالب بأنه صاحب الحق الكامل. الكثير ممن يتعامل مع األطفال واليافعني يــــتــــجــــاهــــل الــــخــــصــــائــــص الــــعــــمــــريــــة في مـــراحـــل الــنــمــو والـــتـــي تـنـقـسـم عــلــى ثالث فـــئـــات ويــتــشــكــل فــيــهــا الـــســـلـــوك واألفكار واملعتقدات؛ ابتدائية ومتوسطة وثانوية، بينما عدم اإلدراك الحتياجات هذه املراحل وطرق التعامل معها يوقع جميع األطراف غــالــبــا فـــي املـــشـــكـــالت، بـــني أفـــعـــال وردود أفعال خارجة عن نطاق التربية والتنشئة السليمة. هــنــاك فــكــرة مــتــداولــة وتــتــكــرر دائــمــا؛ بأن الطالب أصبح أكثر جرأة بينما فقد املعلم هيبته، بـرغـم أن مــن يـتـعـرض للمحاسبة فــي كــل مـوقـف هــو املعلم بصفته شخصا بالغا، ما يعني أنه يفقد املزيد من الهيبة مـوضـوعـيـا، ولــكــن هــذا ال يعني أن يتجه للسلبية، بل عليه البحث عن األساليب التي تتناسب مع دوره وتفرض هيبته الداعية الحترام الطلبة وليس الخوف منه، فطاملا كان للمعلم رسالته وأثره التربوي البالغ، وبما أنه يتواجد في مثل هذه البيئة التي تـسـتـجـدي مــنــه الـتـحـمـل وتـــدريـــب النفس على عــدم االنــفــعــال، بما فيها مــن األعباء الـنـفـسـيـة، فـــالـــدور الــفــاعــل والـحـقـيـقـي هو طريقه الوحيد. هـــيـــبـــة ال تــــأتــــي مــــن تــغــلــيــب حــــق املعلم على الـطـالـب وال الـعـكـس، إنـمـا باملوازنة، لـــذا نــحــن بــحــاجــة إلـــى الـكـثـيـر مــن الجهد املــــتــــوازي بـــني دور املـــدرســـة واألســـــــرة من خــالل عملية التثقيف الــتــي تـلـتـزم وزارة التعليم بتوجيهاتها لــلــمــدارس، وتربط املدارس ببرامجها أيضا من خالل مجالس املــــدارس مــع اآلبـــاء واألمـــهـــات، األمـــر الذي يثمر في النتيجة بتحقيق بيئات مدرسية أكثر هدوءا وأمنا.