شمس بالدنا وظلمة أحقادهم
جـــولـــة خــارجــيــة مــهــمــة لــســمــو ولــــي الــعــهــد شــمــلــت دول الرباعية العربية إضافة إلى تونس، ومنها إلى األرجنتني عـلـى رأس وفـــد املـمـلـكـة إلـــى قـمـة الــعــشــريــن، هـــذا الحراك السياسي النشط واملتصل بأبعاده االقتصادية يعكس بقوة ووضوح أن اململكة بقيادة خـادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده األمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - تمد آفـاق سياستها بحضور مميز على كافة األصعدة، ووهج التأثير واملشاركات الدولية والشراكات االستراتيجية التي تستحقها مكانة وقدرات بالدنا. هذا التأثير املتزايد لم يكن ليتحقق دون استقرار وتنمية مستدامة، تلبي مقتضيات الحاضر وطموحات املستقبل، وهذه تحديات ليست سهلة إنما هي نتاج سياسة رشيدة تــعــزز قـــوة االقــتــصــاد الــوطــنــي ودخــــول عـصـر الصناعات والتقنيات الحديثة، وتحوالت عميقة لتفعيل دور املواطن واملــواطــنــة، ومـكـتـسـبـات تـتـسـع وتــتــجــذر فــي هـــذا االتجاه اإليجابي لحيوية املجتمع. وهكذا تتكامل نجاحات الداخل مع تعاظم التأثير الخارجي للمملكة على كـافـة األصــعــدة ومسؤولياتها فـي مواجهة الـتـحـديـات نيابة عــن األمـــة والـتـصـدي للمخطط اإليراني القطري وغيرهما من رعاة اإلرهـاب والفوضى، وأذرعتهم الخبيثة فــي املنطقة عـامـة وداخـــل الــجــارة اليمن خاصة، وأفشلت تمدد مشاريع إقليمية خطيرة تحاول بشتى الطرق تحقيق مآربها، وهو ما يجيب على السؤال: ملاذا هذا الحقد الدفني والكراهية لبالدنا؟! لكن كما يقال (إذا عرف السبب بطل العجب) من ذلك الحقد عن عمد أو بجهل وتلك مشكلتهم وأزمتهم. مــن أقــــدار املـمـلـكـة أنــهــا تـمـثـل قـلـب الــعــالــم اإلســالمــي بــشــرف احتضان ورعـايـة أقــدس مقدسات املسلمني وخدمة ضيوف الرحمن بكل اقتدار وإخالص، وهذا بطبيعة الحال ال يروق لدولة مثل إيران وأمثالها، ومن أقــدار اململكة أيضا مواقفها املشرفة تجاه قضايا أمتها العربية، وأن تكون حائط صد ضد مخططات الفنت، كما أن أياديها البيضاء تمتد باإلنسانية الناصعة في كل اتجاه. كل هذا وغيره من تفاصيل كثيرة واسعة في تطور اململكة وهي تحصد ثمار رؤيتها وتغرس وتؤسس للمستقبل، وبالتالي ليس مستغربا أن يفجر كل ذلك توجهات مريضة لدول ال ترى مكانها وقدراتها إال على حساب وربما أنقاض غيرها، طمعا في نفوذ واهم وخياالت مريضة بإعادة امبراطوريات بادت. لوبيات وتيارات في الغرب لها فكرها وتوجهاتها وتحتاج إلـــى تـصـحـيـح الـــصـــورة ملــن يـجـهـلـهـا، وفـــي عــاملــنــا العربي واملـنـطـقـة دول مــارقــة وأبــــواق مــأجــورة ال شـاغـل لـهـا سوى الـتـعـرض للمملكة، ولــو نــظــروا عــن يمينهم ويـسـارهـم في بالدهم لكان أولى بهم الحديث عن جرائم يندى لها جبني اإلنسانية، لكن في آذانهم وقرا، وعميت بصيرتهم وقلوبهم بطغيان حقدهم وال يــرون الشمس الساطعة على مسيرة بـالدنـا، بل (االستهبال) في التضليل قبل الغباء في خلط األوراق، وكما قال أحد املحللني األمريكيني إن أبواق تركيا تعمل بنظرية (اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس) وهكذا تتمادى قطر وإيران وجماعات الشر. لننظر إلى موقف اإلدارة األمريكية رغم الضغوط الداخلية واالنــتــهــازيــة الــتــركــيــة، حـيـث جـــاء تـأكـيـد وزيــــر الخارجية األمريكي بأن «العالقات مع اململكة ضرورية لألمن القومي األمــريــكــي، وأن املــســاس بــهــذه الـــروابـــط سـيـكـون خـطـأ جـسـيـمـا»، وكذا الرئيس الروسي بوتني الذي حرص على لقاء ولي العهد، مؤكدا أهمية دور اململكة ملصالح العالم. هـذا ما يفعله الكبار، أمـا مكر الصغار وأحقادهم فكما يقول الشاعر: (النار تأكل نفسها.. إن لم تجد ما تأكله)، ويبقى تالحمنا الوطني خلف القيادة الـرشـيـدة، بفضل الـلـه، صمام األمــان وشـمـوخ الـعـزة، وبطوالت بواسل الوطن في الذود عنه، هي أقوى رسالة تصفع كل حاقد وماكر.