أبو ناصر.. طموح بحجم وطن

العمل في مهنة املتاعب، يتيح لك فرصة التعامل مع مئات املــســؤولــن، تـقـربـك مــن بـعـضـهـم وتــضــع بـيـنـك وبـــن آخرين ألـف حاجز ومشكلة، تلك التجارب تقدم لك املعرفة اإلدارية دون غيرك، وعلى طبق من «تعب»، ألنك تركض يوميا خلف اإلجابة واملعلومة والخبر، وهي حتما في جعبة املسؤول، لكن املسكن الذي يخفف عليك مشقة التعامل معهم هو أنك تصبح أكثر إدراكــا ومعرفة بأنواع اإلدارة وأصناف املسؤولن، من مدرسة الوزير إلى أصغر مدير لدائرة تقع خلف بيتك. لــكــن عــنــدمــا تــقــف أمــــام تــجــربــة مــعــالــي املــســتــشــار تــركــي آل الشيخ في هيئة الرياضة فأنت حتما ستدرك أنك الزلت هشا، فاملسؤول الجديد شخصية تحدق نحوها مندهشا، صنعت شـكـا جــديــدا لـلـمـسـؤول الـقـيـادي الـكـبـيـر، وأقــصــد باملسؤول املعالي، املشرع، والنافذ. ففي تجربته تفاصيل كثيرة تخلق من إدارته مدرسة حديثة، لــم تـعـر أهـمـيـة لـلـجـانـب الــرســمــي والــبــروتــوكــولــي، بــقــدر ما اهتمت بالتغيير واإلنجاز، لذلك تجده أقل املسؤولن ارتداء «للبشت»، وكأننا أمــام مـسـؤول عـصـري وحـديـث يبحث عن املضامن التي ترتقي بالعمل ال عن الشكل.

أفــتــش فـــي تــفــاصــيــل إدارة تــركــي آل الــشــيــخ، ألن فــيــهــا ما يميزها، وألن فيها ما سيدفع األجيال القادمة للبحث عن أبرز عناوينها بعد أن سطر إبـداعـه تاريخا رياضيا مدهشا في فترة تعتبر قصيرة في عمر اإلدارات، كان على رأسها مسؤول يتميز عن غيره بسرعة اتخاذ القرار، ملغيا القرارات البالية التي تعتمد على تشكيل اللجان ودراسة الجدوى. ولعل هذه من أكثر سمات الشخصية اإلدارية التي قادت هيئة الرياضة نحو النجاح في فترة وجيزة، فسجلنا الكثير من اإلنجازات الرياضية واستضفنا الكثير من الرياضات العاملية وخلقنا بيئة جديدة تميزنا عن العالم. ستقف األجيال القادمة تتحدث عن أول مسؤول قلل من أهمية اإلدارات اإلعامية وسطوة املتحدثن الرسمين ليباشر بهمته الرد على املواطنن من خال حساباته الشخصية ويتيح لهم سرعة الوصول إليه، ويعرف تفاصيل همومهم ويومياتهم من خال متابعة يومية. وأتاح أرقامه الشخصية لجميع العاملن في املجال الرياضي، سواء رياضين أو إعامين ألنه يريد أن يعرف القدرات بعيدا عن تقييم مسؤولي القطاعات. سنتحدث للجيل القادم عن مسؤول استثنائي حول هيئته إلى دينمو محرك للوزارات األخرى، وبذرة الحراك التنموي، فـمـن ريــمــوت الـريـاضـة صـنـع حــراكــا فضائيا لـقـنـوات وزارة اإلعــام، ومـن األنشطة الرياضية خلق فكرا سياحيا جديدا وأوجـــد حــراكــا سياحيا داخـلـيـا الفـتـا أنــظــار الـعـالـم نحونا، ومن الرياضة أيضا تحركت عجلة االقتصاد، لتنفتح فرص استثمارية جديدة كانت مهدرة. أنبش عن خفايا نهج تركي آل الشيخ اليوم، ألن العالم العربي صفق قبل أيـام عندما أعلنت جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لإلبداع الرياضي وهـي أكبر املسابقات الرياضية في العالم من حيث التنوع والقيمة، عن منحه جائزة اإلبداع الـريـاضـي على الـعـالـم الـعـربـي، لتؤكد بأننا أمـــام شخصية رياضية مذهلة، سيكبتها التاريخ الرياضي، من الشخصيات النادرة التي دعمت القضايا العربية. ولعله يـدفـع ثمن الـنـجـاح وهـمـة الـكـبـار، مـن صحته اليوم، «فاذا كانت النفوس كبارا.. تعبت في مرادها األجسام».

فاصلة