Okaz

التغرمي املالي وساهر اخلفي

-

يتوهم البعض أن الروح والجسد اللذين يحيا بهما من أمالكه الخاصة التي يسوغ له أن يفعل بها ما يشاء، والنصوص تؤكد أن الجسم والنفس أمانتان استودعهما الله اإلنسان، وهو مثاب على صيانتهما، كما أنه معاقب على أذيتهما، ولذا اختلف الفقهاء في موضوع التبرع باألعضاء. من مسؤولية الفرد في اإلسالم املحافظة على نفسه، وعدم التعدي عليها حتى بتكليفها ما ال تطيق من العبادات أو العادات «ال يكلف الله نفسًا إال وسعها» فقدرة اإلنسان محدودة والله لم يكلفنا إال بما نستطيعه من عبادات، «ليس من البر الصيام في السفر» و«من استطاع إليه سبيال» وهذا النوع من التعدي على النفس بتحميلها ما ال تطيق منِهٌّي عنه شرعًا. واألشد نهيًا وحرمة التعدي على النفس بـاألذى، أيًا كان نوعه، وحجمه، أو كميته، (وال تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيمًا) وفي السنة أن غازيًا في معركة، قال عنه النبي عليه السالم، هذا من أهل النار، فقاتل مع املسلمني قتاال شديدًا فأصابته جراحة فقيل إنـه ملا كـان الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: الله أكبر، أشهد أني عبد الله ورسوله، ثم أمر بالال فنادى بالناس: إنه ال يدخل الجنة إال نفس مسلمة. ومن املسؤولية الشرعية عدم اعتداء اإلنسان على غيره بالقتل أو بما هو أدنى منه، (وال تقتلوا النفس التي حرم الله إال بالحق) و(ومن يقتل مؤمنًا متعمدًا فجزاؤه جهنم)، ومن صور قتل النفس وقتل اآلخرين ما نقرأ ونشاهده يوميًا من حوادث مرورية، سببها التهور، والسرعة الزائدة على الحد املأذون به، أو قطع اإلشــارة، علمًا بـأن مخالفة نظام املــرور معصية لله ورسـولـه، ألن فيها عصيانًا لنظام ولي األمر. من حق الحاكم أن يضع أنظمة تعزيرية مردها املصلحة، لتحد من التعدي، وتمنع الفعل الـضـار، والتغريم بـاملـال ثابت شرعًا ونظامًا وعـرفـًا. وأرى أن مضاعفة الغرامات املرورية خصوصًا املستوجبة بالسرعة الزائدة ضرورة، ألن ولي األمر مسؤول عن حماية شعبه، واملتسبب مسؤول عن إلحاق الضرر بنفسه أو بـغـيـره، وأتـطـلـع لــزيــادة أعــــداد أجــهــزة ســاهــر الـخـفـيـة ومضاعفة غراماتها، وإن كان البعض يتذمر من الغرامة املالية، عمال باملثل الذائع (مس قلبي وال تمس رغيفي).

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia