ما نحتاجه في طريق الرؤية
الـــرؤيـــة، الــتــحــول، الــعــالــم األول، الـسـعـوديـة الـعـظـمـى، وغيرها من املـفـردات التي دخلت قاموس الـتـداول اإلعالمي واملؤسسي والشعبي لتؤسس ملرحلة جديدة أو ربما بداية لعصر سعودي جديد كليًا في أفكاره وآلياته وأساليب تعامله في إدارة الدولة واحتياجات املجتمع بما يتناسب مع التحوالت الكبرى التي شهدها العالم في كل شـيء. ولكن هل بإمكان هـذه املـفـردات أن تتحول إلـى واقــع فعلي لتجسد الطموح الكبير الــذي دفـع بها إلــى الــتــداول الكثيف أم أنها ستظل مجرد مـفـردات رومانسية طوباوية تمثل أحالمًا قد يتحقق بعضها وقد ال يتحقق. املنطق يقول إن كل حلم وكل طموح قابل للتحقيق عندما تتوفر اإلرادة الحقيقية واإلدارة الصحيحة، التي توظف اإلمكانات املــاديــة والـبـشـريـة بشكل علمي مــــدروس وعـمـلـي فــعــال يحقق األهــداف، مع ضــرورة اختيار الـكـوادر البشرية بمعايير كفاءة عـالـيـة وأن تــكــون عـلـى وعـــي شــديــد بـــاألهـــداف املــتــوخــى منهم تحقيقها، مع املتابعة املتواصلة والرقابة واملحاسبة على كل صغيرة وكبيرة، ثم يأتي عامل الوقت واحترامه بااللتزام به في تحقيق أي هدف وفق برنامجه الزمني. هذه بعض القواعد واألركـــــــان واألســــــس الــرئــيــســيــة فـــي أي مـــشـــروع نــهــضــوي ألي مجتمع، وبــدون ذلـك تبقى األحــالم قابعة فـي خانة األحــالم ال تستطيع التحول إلى منجزات. ونحن مثل ما لدينا كفاءات قادرة على النهوض بأحالم الوطن إال أننا نتعثر بوجود مسؤولني ما زالــوا يقبعون في املاضي ومـدرسـتـه الفكرية واإلداريــــة، ال هـم يضيفون شيئًا مفيدًا وال يـدعـون غيرهم يعملون، ال يـزيـدون عـن كونهم مجرد إعاقات وعقبات تعرقل املسيرة نحو املستقبل، وأصبح لزامًا اآلن في هذه املرحلة التاريخية الفاصلة في تاريخنا الوطني أن نقوم بغربلة صـادقـة وأمينة وعميقة للمسؤولني عـن إدارة الـشـأن الوطني بـكـل تفاصيله وجوانبه حتى نستطيع أن نحقق طموحاتنا
ورؤيتنا وأحالمنا.