Okaz

26 توصية ملواجهة «مخاطر التصنيف واإلقصاء» مؤمتر «الوحدة»: اململكة خط أحمر.. والتطرف أساء لإلسالم بشعاراته املزيفة

باجو: معاجلة اإلقصاء تكمن في االلتزام باملشتركات علوش: دعوة إلى إرساء التعايش ثقافة عامة ال شعارات

- عبدالعزيز @FLORIST600­يعيبرلا ، عبداهلل الدهاس @al_dhass (مكة المكرمة)

أســدل املؤتمر العاملي للوحدة اإلسالمية الــذي عقدته رابطة الـعـالـم اإلســالمـ­ـي بمكة املـكـرمـة بـعـنـوان «مـخـاطـر التصنيف واإلقـــصـ­ــاء»، الــســتــ­ار أمـــس (الــخــمــ­يــس)، عـلـى فـعـالـيـا­تـه بـ62 تــوصــيــ­ة، مـنـهـا الــتــأكـ­ـيــد عــلــى أهــمــيــ­ة دور املـمـلـكـ­ة املرجعية الروحية للمسلمن كافة بجميع دالالتـهـا، باعتبارها منارة اإلســـالم واملـسـلـم­ـن ومــهــوى أفـئـدتـهـ­م وملتقى جمعهم، وأن املــــحــ­ــاوالت املــغــرض­ــة الــتــي تــســتــه­ــدف بــتــحــا­مــلــهــا املكشوف اإلساءة لها هي بالنسبة لهم خط أحمر، بما تمثله من إساءة ألكـثـر مــن 1.8 مـلـيـار مسلم يــجــدون فــي الـسـعـودي­ـة املحضن الكبير لهم مــن مـوقـع تشرفها املستحق بخدمة مقدساتهم والــســهـ­ـر عـلـى راحــتــهـ­ـم فــي أداء نـسـكـهـم، مـشـيـديـن بالجهود اإلســالمـ­ـيــة واإلنــســ­انــيــة الــتــاري­ــخــيــة لـلـمـمـلـ­كـة، بــقــيــا­دة خادم الحرمن الشريفن امللك سلمان بن عبدالعزيز، وولــي عهده األمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز. وطــالــب املــشــار­كــون الـــدول واملـنـظـم­ـات بتحمل مسؤولياتها فـي التصدي ملمارسات التطرف واإلرهـــا­ب، والسعي فـي إيـقـاف الــحــروب والــنــزا­عــات، ووضــع حد لــــأوضــ­ــاع غــيــر اإلنــســا­نــيــة الـــتـــي يعيشها ضحايا هذه الحروب، وأنتجت املالين من القتلى واملــعــا­قـن والــجــرح­ــى واملشردين، وقـــــادت الــعــالـ­ـم إلـــى مــزيــد مـــن الكراهية، وإيقاف شذوذات فتاوى التكفير والتفسيق والـتـبـدي­ـع، وإحــالــة مسائل الـخـالف العامة إلى الحوار الرزين الـذي يضطلع به العلماء الراسخون واملجامع العلمية دون غيرهم، بعيدًا عن الهوى والتعصب املقيت. ودعــــوا إلـــى إنــشــاء لـجـنـة جـامـعـة تـمـثـل املختلفة لصياغة ميثاق إسالمي شامل يتضمن قواعد الخالف التي تحكم عالقة املسلمن، ويبن األصول والثوابت املحكمة الجامعة لهم، ويحرر مواضع النزاع املهمة، ويحيلها ألهل االختصاص للدراسة والنظر. وأكــــــد املـــشـــ­اركـــون رفـــــض ظـــاهـــر­ة التهجم عـــلـــى رمــــــوز املــــذاه­ــــب اإلســــال­مــــيــــ­ة، ومنع الــــتـــ­ـطــــاول عـــلـــى مــنــتــس­ــبــيــهـ­ـا بالتكفير والتسفيه واالمتهان واالزدراء، والتنديد بـاملـسـيـ­رات واملــظــا­هــر الـطـائـفـ­يـة، ورفض دعـــــوات االســتــع­ــالء واإلقـــصـ­ــاء والتحزب، وجـمـع الـطـاقـات وتـرمـيـم الـفـجـوات ملواجهة قــوى الـتـطـرف واإلرهــــ­اب والـغـلـو الـطـائـفـ­ي الذي أساء لإلسالم بشعاراته املزيفة، ورفض السجاالت العقيمة بن املذاهب والطوائف مهما تكن ذرائعها العلمية والفكرية واعـتـبـار­هـا مفاسدها. ودعــوا رابطة العالم اإلسـالمـي إلنشاء منتدى عاملي للوحدة اإلســالمـ­ـيــة يـتـضـمـن مـــبـــاد­رات وبــرامــج عـمـلـيـة لـتـعـزيـز القيم املشتركة في الداخل اإلسالمي، مع مد جسور التواصل والتعاون بن أتباع األديان والثقافات والعمل على مشتركاتها. وكـانـت جلسات املؤتمر العاملي للوحدة اإلسـالمـي­ـة انطلقت أمــس بـرئـاسـة األمـــن الــعــام لهيئة كــبــار الـعـلـمـا­ء فــي اململكة الــدكــتـ­ـور فـهـد سعيد املــاجــد وشــهــدت الجلسة عــرض خمسة بـحـوث وأوراق عـمـل. وقـــدم الـدكـتـور مصطفى صـالـح باجو ورقـة بعنوان (املشتركات اإلسالمية) واستهدف الباحث في جامعة غـردايـة بالجزائر، أهـم املرتكزات التي تتأسى عليها الوحدة املأمولة وتتمثل في كتاب الله والسنة النبوية ومعالم التوحيد. وتحدث الباحث شارحًا املشتركات مركزا على القدوة وبيان أهميته، داعيًا إلى إرساء التعايش ليصبح ثقافة عامة وسـلـوكـًا بــن الــنــاس ال مـجـرد شــعــارات جــوفــاء. أمــا الدكتور عبدالوهاب الديلمي وزير العدل السابق في جمهورية اليمن فقدم بحثًا بعنوان (مخاطر التصنيف واإلقصاء) وبن املنهج األمــثــل لـلـوصـول إلــى األهــــدا­ف عــن طـريـق الـتـربـيـ­ة والتعليم وإشاعة األخالق وغرس اإليمان في النفوس. وتناولت الورقة سلبيات تكشف الـعـمـل الــدعــوي واإلعــالم­ــي، مــا أثـمـر نتائج غير مرغوبة على واقــع األمــة في ما يتعلق بوحدة الشعوب داخل أوطانهم. وعلى السياق ذاته، استعرض الدكتور أحمد يحيى الفيفي املستشار بمركز الحرب الفكرية في السعودية ورقـة عن مشاريع الوحدة اإلسالمية. ودعـا إلى التدرج نحو الوحدة الجامعة عبر االهتمام بمشاريع الوحدة املتمثلة في املنظمات القائمة في العالم اإلسالمي، وهي ثمرات لتعاليم دينية جعلت األصل هو اجتماع املسلمن، وقدم الباحث أمثلة معاصرة ملشاريع الوحدة وعلى رأسها رابطة العالم االسالمي ومـنـظـمـة مــؤتــمــ­ر الــتــعــ­اون اإلســـالم­ـــي والــتــحـ­ـالــف اإلسالمي ملكافحة اإلرهاب والبنك اإلسالمي للتنمية، ودعت الورقة إلى وجــوب التنسيق بـن املشاريع الكبرى والقائمة مـع التركيز على الجانب االقـتـصـا­دي حتى تتمكن الـــدول اإلسـالمـي­ـة من الوصول إلى أهدافها في التقدم والتنمية. من جانبه، أوضح الدكتور محمد البشاري مفهوم األمة والوطن في الفكر اإلسالمي قديمًا وحديثًا، مــقــارنـ­ـًا بـــن املــفــاه­ــيــم الــتــراث­ــيــة والفكر الـــحـــد­يـــث، مـــؤكـــدًا أن الــــــدو­ل اإلسالمية ينبغي عدم الخروج عنها بنزع الصبغة اإلسالمية عنها. وانتقد بعض املفاهيم الـسـائـدة لــدى أصـحـاب مـا يسمى اإلسالم السياسي التي مهدت للتكفير والحكم بعدم إسالمية الــدول القائمة. ودعــا إلــى التفريق بن مفهوم الــوحــدة ومـفـهـوم الــدولــة وإعـــادة صياغة التفكير السليم بما يضمن التكامل بن املفهومن.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia