في جلسة «ثقافة االختالف».. إجماع على عدم التشنيع باملخالف
شــهــد املــؤتــمــر الــعــاملــي لــلــوحــدة اإلســالمــيــة عـــدد من الجلسات وأدار إحـداهـا فـي محورها عـن (املسلمون وثقافة االخــتــالف) عضو هيئة كبار العلماء، مدير جامعة اإلمام الدكتور سليمان أبالخيل. وقـــــدم الــشــيــخ مــحــمــد حــنــيــف جــالــنــدهــري أمــــن عام مــنــظــمــة وفـــــــاق بـــبـــاكـــســـتـــان بـــحـــثـــا عـــــن «محكمات الــديــن وضــروريــاتــه» وخـلـص إلــى أن بــاب املحكمات والــــضــــروريــــات مـــن الـــديـــن واســــــع، والــصــفــة الالزمة لــهــا أنـــهـــا ثــابــتــة ال تــتــغــيــر بــتــغــيــر الــــزمــــان واملكان، وال بــاخــتــالف الـبـيـئـة وتــنــوع املــعــطــيــات، وال يجري عليها الـتـبـديـل أو الـتـعـديـل أو الـتـطـويـر أو الزيادة، ومـن أعظم ما في املحكمات أنها تحافظ على الدين والــدنــيــا، وتجمعنا املـحـكـمـات مــن الــحــديــث والسنة واملحكمات مـن العقائد واألحــكــام، وأوصـــى الباحث بإيضاح وتحديد أهــم األصـــول الـتـي يمكن أن يبنى عليها الـتـصـور اإلســالمــي لـالخـتـالف عـلـى املستوى اإلنساني. وعدم اإلنكار والتشنيع على املخالف فيما يــجــوز االخـــتـــالف فــيــه مـهـمـا كـــان واضــحــا لآلخرين خطأ املـخـالـف، ألن الخطأ فـي االجـتـهـاد ال يستدعي املــفــارقــة وال الـتـفـسـيـق وال الـتـكـفـيـر. وخـــرج الدكتور صــالــح حكيمي األســتــاذ بـجـامـعـة الــجــزائــر املحامي لـدى املحكمة العليا ومجلس الـدولـة من بحثه «أدب الخالف وثقافة االختالف» بعدد من التوصيات منها التنشئة على ثقافة االخـتـالف في التعليم و األسرة، والـــعـــمـــل مـــن جــمــيــع األقــــطــــار اإلســـالمـــيـــة، بمختلف مذاهبها اإلسـالمـيـة، بـل ومــع أقلياتها الدينية على صياغة إستراتيجية متكاملة لنشر ثقافة االختالف، والقضاء على الذهنيات الرافضة لالختالف، على أن تراعي هذه اإلستراتيجية في كل مراحلها في الحفاظ على الهوية اإلسالمية. وتـــحـــدث األمـــــن الـــعـــام لــلــجــنــة الــوطــنــيــة اإلسالمية املــســيــحــيــة لـــلـــحـــوار فـــي لــبــنــان مــحــمــد الـــســـمـــاك عن شبهات التطرف في الفصل بن األمـة والـوطـن، وقال إن املسلمن جميعا مدعوون لالقتداء بالقرآن الكريم الذي تخلق به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. مــؤكــدا أن الــنــص الــقــرآنــي يتمتع بــثــالث ثــوابــت هي القدسية كون القرآن الكريم مقدس، واإلطالقية بمعنى أن النص القرآني أحاط بها كل شيء، والثبوتية كون النص القرآني ثابت رغم املحاوالت الفاشلة لتغييره من مستشرقن ومستغربن. وأشار الشيخ أحمد املرابط بن الشيخ أحمد مفتي عام جمهورية موريتانيا في بحثه «الوسطية اإلسالمية» إلــى عــدم الــتــنــازع والــنــأي عــن الـحـسـد وعـــدم مخالفة الكتاب والسنة.