وملاذا ال يصبح ميثاقا حلماية بيئة العمل؟
يــــقــــول خـــبـــر صـــحـــفـــي نـــشـــرتـــه صحيفة مــــكــــة املــــكــــرمــــة بــــعــــددهــــا الـــــــصـــــــادر يــــوم ـه1440/04/04 إن وزير العمل والتنمية االجتماعية املهندس أحمد الراجحي قد اعتمد ميثاقًا ملـكـافـحـة الــتــحــرش فــي بـيـئـة الــعــمــل، خــاصــًا بوزارته، وإن امليثاق يتكون مـن اثنتي عشرة مــادة مـن أبرزها منع كل من له عالقة بـالـوزارة من الخلوة مع الجنس اآلخر، وترك األبواب مفتوحة في حالة اقتضاء حاجة العمل لالجتماع مع املوظفات أو غيرهن من العامالت، واحـتـرام املسافة الشخصية بني املوظف وزميلته في العمل، وعدم التطرق للمسائل الشخصية التي ال عالقة لها بالعمل. وإنني إذ أشكر ملعالي املهندس الراجحي هذه الخطوة األخالقية املوفقة، فقد لفت نظري كـون امليثاق املشار إلـــيـــه يــقــتــصــر حــســب الــخــبــر املـــنـــشـــور عــلــى موظفي وموظفات وزارة العمل والتنمية االجتماعية وليس ميثاقًا منظمًا لبيئة العمل بصفة عامة. وإذا كـانـت صـالحـيـات كــل وزيـــر قــد ال تـتـعـدى مرافق الـــــوزارة املـكـلـف بــهــا، إال أن وزارة الـعـمـل تختلف عن غيرها من الــوزارات فهي مسؤولة اجتماعيا ونظاميًا عن صحة بيئة العمل في جميع املؤسسات والشركات الخاضعة لنظام العمل والعمال، ومـن حقها بل ومن واجــبــهــا ضــمــان أن تــكــون تــلــك الـبـيـئـة جــاذبــة وليس مــنــفــرة، وفـــي مــقــدمــة مـــا يــجــذب الــحــرائــر مـــن النساء أن يـكـون عملهن فـي بيئة آمـنـة مـأمـونـة، فـال تتعرض إحداهن للتحرش اللفظي أو الجسدي، وال ترغم على أي فعل مهني أو يــؤدي إلــى استغالل ظروفها املادية أو املـعـنـويـة بــأي شـكـل مــن األشــكــال وتـحـت أي ذريعة مــن الـــذرائـــع، ولــذلــك فـــإن املــيــثــاق الــــذي اعــتــمــده وزير العمل ليطبق على وزارتــه ينبغي أن يتعداها إلى أي مــوقــع تـعـمـل فـيـه بــنــات الــوطــن، وأن يــكــون مــن ضمن مهام مفتشي الــوزارة التأكد من تطبيق مــواد امليثاق في جميع املواقع وأن يكون هناك غرامات توقع على أي منشأة ال تلتزم باملواد األخالقية والسلوكية التي بني عليها ميثاق وزارة العمل وذلك حتى تعمل بنات الوطن ونفوسهن مطمئنة على أن بيئة العمل تضمن لــهــن الــكــرامــة وتـحـمـيـهـن مــن أي ضــغــوط قــد تحصل عليهن. والله الهادي الى سواء السبيل.