«التحالف» يفكك العقبات ويعيد احلديدة وتعز إلى «الشرعية»
أعلن األمني العام لألمم املتحدة أنطونيو غوتيريس أمس (الـخـمـيـس) انـتـهـاء جـولـة املــشــاورات اليمنية فـي السويد بـــالـــوصـــول إلــــى اتـــفـــاق يــقــضــي بــانــســحــاب املــلــيــشــيــا من الحديدة ونشر قــوات في املدينة ومينائها ووقــف إطالق النار، إضافة إلى االنسحاب من تعز. وقال غوتيريس في املؤتمر الختامي الذي شهد مصافحة بــــني رئـــيـــســـي وفـــــد الـــحـــكـــومـــة الـــشـــرعـــيـــة خـــالـــد اليماني واالنــقــالبــيــني محمد عــبــدالــســالم، إن الــوفــديــن اتـفـقـا على مناقشة اإلطار السياسي في الجولة القادمة نهاية يناير، إضافة إلى تهيئة األوضاع في تعز وتبادل األسرى، معتبرا أن ما تحقق في املحادثات إنجاز ال بأس به لكنه بحاجة إلى املزيد من العمل. وأشار إلى أن اليمن تشهد أسوأ أزمة إنسانية، مشددًا على ضــرورة تقدير كـرم الشعب اليمني الــذي يستحق بـذل كل مــا يستطيع بــذلــه مــن أجـــل الــوصــول إلـــى حــلــول نهائية، خصوصًا أنهم استقبلوا الالجئني الصوماليني بسخاء في ما مضى. وكــانــت وزيـــرة الـخـارجـيـة الـسـويـديـة مــارجــوت فالستروم قــد أعــلــنــت أنـــه سـيـتـم تــقــديــم نــتــائــج مـــشـــاورات اليمنيني فــي ريـمـبـو إلـــى مـجـلـس األمــــن الــيــوم (الــجــمــعــة)، مطالبة املجتمع الـدولـي بوضع قضية اليمن في مقدمة أجنداته وعلى مجلس األمن الدولي أن يهتم بذلك، مشيدة بالروح اإليجابية للمشاورات. وقــالــت فـالـسـتـروم فــي مـؤتـمـر صـحـفـي: «جـئـنـا بتوقعات قـلـيـلـة ونــحــن الــيــوم ســعــداء بــالــتــوصــل لـنـتـائـج ملموسة جيدة»، فيما أوضح مبعوث األمم املتحدة مارتن غريفيث أن الحل السياسي هو الوحيد الكفيل بإنهاء الصراع. وأشــــار إلــى أن اتــفــاق الــحــديــدة مــن أصــعــب مــا واجــهــه مع األطـــــــراف الــيــمــنــيــة، وهــــي مـــن كـــانـــت ســتــنــجــح أو تفشل املـــــشـــــاورات، مـــؤكـــدًا بــــأن جــمــيــع قـــــوات األطــــــراف اليمنية ستنسحب وتخضع املدينة لسيطرة قــوات محلية، الفتًا إلى أن الوفدين تجاوزا العديد من العقبات وهما جديان في التوصل لحل. وعــن مـطـار صـنـعـاء، قــال غـريـفـيـث: «سـنـبـرم اتـفـاقـا بشأن مـطـار صـنـعـاء خــالل أســبــوع أو أقـــل»، الفـتـًا إلــى أن اتفاق وقــف إطـــالق الــنــار ال يشمل بقية الـيـمـن، وحـسـب مصادر في املـشـاورات، فإن االتفاق يقضي بانسحاب املليشيا من مدينة وميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى إلى شمال طريق صنعاء كمرحلة أولى خالل 14 يومًا. في الوقت ذاته، أرجع سفير خادم الحرمني الشريفني لدى اليمن محمد سعيد آل جابر، ما تحقق من نجاحات إلى جهود التحالف التي أثمرت إرغام الحوثيني على الجلوس مع وفد الشرعية على طاولة املشاورات في السويد. وقـــال آل جــابــر فــي تــغــريــدات عـلـى حـسـابـه أمـــس: «أثمرت جهود التحالف الداعم للشرعية في اليمن إرغام الحوثيني بالجلوس على الطاولة مع الحكومة اليمنية في مشاورات الــســويــد، والــتــوصــل إلـــى اتــفــاقــات بــرعــايــة األمــــم املتحدة تهدف إلى معالجة الوضع اإلنساني من خالل االنسحاب مــن مــديــنــة ومــيــنــاء الــحــديــدة، وكــذلــك تــعــز وإطــــالق آالف املــحــتــجــزيــن واألســــــــرى»، مـــؤكـــدًا أن أجـــــواء تــفــاؤلــيــة تعم مشاورات السويد. من جهته، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية اإلماراتي أنــور قـرقـاش فـي تـغـريـدات على حسابه بتويتر أمس: «لـــقـــد تــحــقــق الـــتـــقـــدم الـــدبـــلـــومـــاســـي بــفــضــل الضغط (أ. ف. ب)
الــعــســكــري املـسـتـمـر ضــد الــحــوثــيــني عــلــى طـــول البحر األحمر وحـول الحديدة، وقـد التزم التحالف بالحفاظ على تدفق املساعدات اإلنسانية وتجنب إلحاق الضرر بامليناء». وتخللت املباحثات محاوالت حوثية لوضع عراقيل وإفشال املشاورات، لكن الضغوطات الدولية أثمرت إجبارهم على تحقيق الـتـقـدم املـطـلـوب والــوصــول إلــى صيغة اتفاقيات أولية على امللفات املطروحة على الطاولة. وطـــالـــب وزيــــر الــخــارجــيــة الــيــمــنــي خــالــد الــيــمــانــي، األمم املتحدة واملجتمع الدولي بالضغط على املليشيا لتنفيذ االتفاقيات، قائال: «الحكومة الشرعية وقعت مع الحوثيني 75 اتــفــاقــا خـــالل 4 ســنــوات ولـــم يــتــم تـنـفـيـذ أي اتفاقية، ونتطلع للضغط الــدولــي على املليشيا لتحقيق اتفاقية األسرى واملعتقلني واملختطفني»، مبينا أن اتفاق االنسحاب من الحديدة ما زال افتراضيا، معربا عن أسفه لعدم تحقيق إنجاز على الصعيد االقتصادي. من جهة أخرى، عول رئيس الوزراء اليمني الدكتور معني عبدامللك، على دعم السعودية واإلمارات في معالجة وتذليل العقبات واملشكالت التي يعيشها الوضع االقتصادي في بالده للتمكن من تجاوز الصعوبات كافة، مضيفًا «نعلم أن امللفات كثيرة ومـتـراكـمـة، إال أن النتائج الــســارة بدأت تظهر وتتحقق على أرض الواقع». وأشــاد معني فـي املؤتمر الصحفي الــذي عقده فـي ميناء عــدن لـلـحـاويـات، عقب حـضـوره حفل استقبال الرافعات املقدمة للميناء مـن اململكة أمــس األول (األربــعــاء)، بدعم اململكة عبر الصندوق السعودي للتنمية بتقديم رافعات مــنــاولــة ملــيــنــاء عـــــدن، لـــزيـــادة حــجــم الـــــــــواردات اإلغاثية والتجارية لليمن.