Okaz

«مؤمتر مكة» يعري «اإلسالم السياسي» ويحذر من «التكفير»

1200 مؤمترتاريخ­يبحضور شخصيةإسالم­يةمــ

- عبدالعزيز الربيعي (مكة المكرمة) @okaz777

دعـــا مــؤتــمــ­ر «مــخــاطــ­ر التصنيف واإلقـــــ­ـــصــــــ­ــاء» إلـــــــى إنـــــشــ­ـــاء لجنة جامعة تمثل املـكـونـا­ت اإلسامية املختلفة لصياغة ميثاق إسامي شامل. وحذر املؤتمر، الذي نظمته رابــطــة الـعـالـم اإلســامــ­ي بحضور 1200 شـــخـــصـ­ــيـــة مـــــــن مفتيي العالم اإلسامي وعلمائه ودعاته ومفكريه من 127 دولة و82 مذهبًا وطائفة، من تصدير الفتاوى خارج نطاقها املـكـانـي. ودعــا املشاركون إلــــــــ­ى إيــــــقـ­ـــــاف شـــــــــ­ـــــذوذات فــــتــــ­اوى الــتــكــ­فــيــر، والــتــفـ­ـســيــق، والتبديع. وعــرى املـؤتـمـر­ون فـي توصياتهم مــــا يــســمــى بـــجـــمـ­ــاعـــات «اإلســــــ­ـام الـــســـي­ـــاســـي»، وأشـــــــ­ـــاروا إلـــــى أنها دخلت عبر تاريخها في صراعات ومكائد. وأكـدوا أن تلك الجماعات «لـــم تــنــل خــيــرًا ســـوى شـــق الصف اإلسامي».

اخــتــتــ­مــت أعــــمـــ­ـال املـــؤتــ­ـمـــر اإلســــام­ــــي الـــعـــا­ملـــي للوحدة اإلسامية «مخاطر التصنيف واإلقصاء» (في أفق تعزيز مفاهيم الــدولــة الوطنية وقيمها املشتركة) الــذي عقدته رابطـة العالم اإلسـامـي في مكة املكرمة، بمشاركة نخبة مميزة من العلماء وقادة الرأي والفكر في العالم اإلسامي واملرجعيات العلمية والفكرية للجاليات اإلسامية، يومي ‪4/ 6-5‬ /0441هـــــ­ـ ‪،)2018 /12/ 13-12(‬ تـحـت رعاية خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، وبحضور 1200 شخصية من مفتي العالم اإلسامي وعـلـمـائـ­ه ودعــاتــه ومـفـكـريـ­ه مــن 127 دولـــة و82 مذهبًا وطائفة يمثلون املكون اإلسامي العام. ونــوه املؤتمر في ختام أعماله، بأهمية مضامني الكلمة الضافية التي تفضل بها راعي املؤتمر للحضور، مؤكدًا أنــهــا تــمــثــل وثــيــقــ­ة مـهـمـة بـالـنـسـب­ـة لـجـمـعـهـ­م التاريخي االستثنائي في أطهر بقاع األرض حيث متعلقهم الروحي وقـبـلـتـه­ـم الــجــامـ­ـعــة، وأن الـكـلـمـة الـكـريـمـ­ة جـــاءت مفعمة بتحفيز هـمـم الـعـلـمـا­ء والـــدعــ­ـاة واملــفــك­ــريــن نـحـو أهداف املؤتمر. وثــمــن املـــشـــ­اركـــون فـــي املــؤتــم­ــر، جــهــود املــمــلـ­ـكــة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع األمير محمد بن سلمان في خدمة اإلسام واملسلمني واإلنــســ­انــيــة جــمــعــا­ء، والســيــم­ــا جــهــودهـ­ـمــا فـــي محاربة التطرف واإلرهاب إذ تعد اململكة الدولة األهم واألبرز في مكافحة األفـكـار املتطرفة واإلرهابية واألكـثـر فعالية في مواجهة الـجـرائـم اإلرهـابـي­ـة، فقد أنشأت وقادت أهم تحالف في هذا الــشــأن وهـــو الـتـحـالـ­ف اإلسامي الـعـسـكـر­ي ملـحـاربـة اإلرهــــا­ب، كما أســهــمــ­ت بــفــاعــ­لــيــة فـــي التحالف الــدولــي ملــحــارب­ــة داعـــش وأنشأت أقــوى املـنـصـات العاملية ملواجهة أفكار التطرف واإلرهاب. ودعـا املؤتمرون إلى إنشاء لجنة جامعة تمثل املكونات اإلسامية املختلفة لصياغة ميثاق إسامي شامل يتضمن قواعد الخاف التي تحكم عاقة املسلمني، ويبني األصــول والثوابت املحكمة الجامعة لهم، ويحرر مـــواضـــ­ع الــــنـــ­ـزاع املـــهـــ­مـــة، ويــحــيــ­لــهــا ألهــــل االختصاص للدراسة والنظر، وتقريب وجهات النظر فيها ما أمكن، وأن تتولى رابـطـة الـعـالـم اإلســامــ­ي تبني ذلــك مـن خال وثيقة إسامية جامعة تحت عنوان: «وثيقة مكة املكرمة» يتم عقد ميثاقها بجوار البيت العتيق. وحذر املؤتمر من تصدير الفتاوى خارج نطاقها املكاني، وذلــك أن لكل جهة أحوالها وأعـرافـهـ­ا الخاصة بها التي تختلف بها الفتاوى واألحـكـام، حاضًا على قصر العمل املوضوعي املتعلق بالشؤون الدينية الرسمية لكل دولة على جغرافيتها املكانية دون التدخل في شؤون غيرها، والـــتـــ­أكـــيـــد عـــلـــى أهـــمـــي­ـــة إيجاد مرجعية علمية موحدة لكل دولة فـــي كـــيـــان فـــتـــوى عـــامـــة أو هيئة علمية مختصة تعنى بالتصدي للقضايا الشرعية العامة، ومؤكدًا أن مثل هــذه الـتـدابـي­ـر مــن شأنها أن تـحـفـظ الـسـكـيـن­ـة الـديـنـيـ­ة لكل دولـــــــ­ـة بـــمـــا فـــــي ذلـــــــك مـــــا يسمى باألقليات الدينية إذ يجب احترام مرجعيتها العلمية الخاصة بها، وأن يــكــون الــتــعــ­اون الــبــيــ­نــي في هذا مقتصرًا على مواجهة أفكار التطرف واإلرهاب وعلى الدراسات واألبحاث وتنظيم امللتقيات العلمية والفكرية لرفع مستوى الوعي والتصدي للمستجدات ذات الشأن الــعــام، وال يستثنى مـن ذلــك إال مـا كــان بطلب رسـمـي من الدولة املضيفة، أو داخا في اختصاص املجامع العلمية ذات الطابع الدولي. ودعـــا املــؤتــم­ــرون، «األقــلــي­ــات» فــي الــــدول غـيـر اإلسامية إلـى االنـدمـاج الوطني اإليجابي من خـال مفهوم الدولة الوطنية الشاملة، وأن تكون مطالباتهم بخصوصياتهم الـديـنـيـ­ة وفـــق أنـظـمـة الــدولــة الـوطـنـيـ­ة دون مــمــارسـ­ـة أي أسلوب من أساليب العنف أو االستعداء. كـمـا دعـــا املــشــار­كــون املـسـلـمـ­ني بـتـنـوعـه­ـم وتــعــدده­ــم إلى االجتماع حول ثوابت الدين ومحكماته الجامعة، والعمل عـلـى تــجــاوز الــخــافـ­ـات الـسـلـبـي­ـة وحـــل مـشـكـاتـه­ـا بروح األخــوة اإلسامية، والنأي عن سلبيات التنابز بالتكفير والــتــبـ­ـديــع والــتــضـ­ـلــيــل، واالســتــ­مــســاك بــــأدب اإلســـــا­م في الــخــاف، ومـنـهـجـه فــي حــل الــنــزاع­ــات، مــشــدديـ­ـن عـلـى أن وحدة املسلمني وتآلفهم مقصد شرعي ال يجوز التمادي فـــي نــســيــا­نــه، وال الــتــأخـ­ـر فـــي إنـــجـــا­زه، وأن الـــشـــر­وع في تحصيل متطلباته هــو واجـــب الـجـمـيـع، وأن بـديـلـه هو فساد ذات البني. وشــدد املـؤتـمـر­ون فـي توصياتهم على ضـــرورة أال يفهم مـن الـوحـدة اإلسـامـيـ­ة، التحزب ملـعـاداة ومناجزة اآلخر، بل تحث على التواصل والتعاون والتعايش معه وصوال للهدف املشترك بني الجميع وهـو إحــال السام والوئام حـول العالم، إذ إن جمع الكلمة اإلسامية يوحد قرارها نحو تحقيق تلك األهداف النبيلة بقواسمها املشتركة مع غير املسلمني، ويعزز من وعي املجتمع املسلم، ويحصنه من أفكار التشدد والتطرف واإلرهاب مع فتح آفاق الحوار مع الجميع باملنطق الحضاري املستنير. وفــي مــا يـخـص الـعـاقـة البينية بــني املــكــون­ــات املختلفة لألمة املسلمة، أكد املؤتمر أن ما تعانيه بعض دول العالم اإلسامي من متاعب ومــآس هو حصيلة متوقعة لحالة التمزق الـتـي تعصف بتلكم الـــدول، والـتـي غــرق بعضها فـي وحــل العنف الطائفي، فتبددت مــواردهــ­ا، وتبعثرت طاقاتها فـي مـعـارك عبثية، تستنبت األلــم مـن جراحات املـــاضــ­ـي وخـــافـــ­اتـــه الـــتـــي حــقــهــا أن تـــطـــوى فـــي ردهــــات التاريخ، ويستفاد من دروسـهـا وعبرها لتجنب الوقوع في مثياتها، وأن استمرار مثل هذا التخلف ال يعد بأمل جــديــد حــيــال كــل مــن وقــع فــي شـــراكـــ­ه، كـمـا هــي ســنــة الله تعالى في خلقه وتدبيره. وأوضح املؤتمرون كذلك أن العاقة الحاكمة بني املكونات اإلسامية ترتكز على جملة قواعد، هي: -أن املسلمني أمـة واحــدة يجمعهم اإليـمـان بـرب واحــد ونبي واحد وكتاب واحد وقبلة واحدة، شعارهم قوله تعالى: «إن هذه أمتكم أمة واحــدة» (األنبياء: ،)92 ويدينون جميعًا لله بدين وشريعة تجمع وال تـفـرق، تـقـرب وال تـبـاعـد، وهــم شـركـاء فـي صناعة الحضارة اإلسالمية، ومواجهة التحديات الراهنة، فاملشتركات الجامعة بينهم تسمو بقوتها وصدق العمل بها على أسباب الفرقة والتناحر. - املــســلـ­ـمــون مــتــســا­وون فـــي الــحــقــ­وق والـــواجـ­ــبـــات، وهم جسد واحـد مهما نأت بهم الديار أو اختلفت بهم الرؤى واالجتهادا­ت واملواقف، تجمعهم مقاصد اإلسام السامية، ورسالته الحضارية الخالدة املشعة بنورها على الجميع والـــــدا­عـــــيـــ­ــة دومـــــــ­ــًا إلـــــــى تحقيق الــــرحــ­ــمــــة والــــــع­ــــــدل واإلحـــــ­ـســــــان، والــتــسـ­ـامــح واألمــــن والـــســـ­ام بني الناس أجمعني. -الوحدة الدينية والثقافية غرض نبيل متأصل في وجــدان الشعوب املسلمة، يعزز من جهود نشر القيم اإلسالمية وخصوصًا قيم العدل والسالم، ويؤكد أهــمــيــ­ة املــراجــ­عــة لـتـصـحـيـ­ح املسارات الــخــاطـ­ـئــة، ويــعــتــ­بــر أهــــم عــنــصــر في عــصــرنــ­ا الـــحـــا­ضـــر لــتــفــع­ــيــل الرسالة بـنـور عدلها وتسامحها ومحبتها على العاملية لــإســالم اإلنسانية جمعاء. - توحد املسلمني وتضامنهم ليس موجهًا ضد أحد، بل هـو تحقيق لـغـرض ديـنـي نبيل، وامـتـثـال للنداء اإللهي الكريم «واعتصموا بحبل الله جميعا وال تـفـرقـوا» (آل عمران: ،)103 يمضي باملسلمني إلى اإلسهام في صناعة عالم تـسـوده الـعـدالـة والسلم والـتـراحـ­م والــوئــا­م، ويفتح صــفــحــا­ت إيــجــابـ­ـيــة فـــي الــعــاقـ­ـة الــحــضــ­اريــة بـــني األمم، والـحـوار الثقافي بني الشعوب، على أسـس من االحترام املـــتـــ­بـــادل، والـــتـــ­عـــاون فـــي إعـــمـــا­ر األرض، وتــحــقــ­يــق أمن اإلنسان ورخائه، ومواجهة التحديات التي تهدد مستقبل اإلنسانية، مع تأكيد أن وقائع التاريخ القاسي املحسوب فــــــي الــــكـــ­ـتــــابــ­ــات غــــيــــ­ر املنصفة عــلـى اإلســــام أو املــحــسـ­ـوب على غـيـره مـن األديـــان ليس أي منها مــحــســو­بــًا عــلــى حـقـيـقـة األديـــــ­ان، وإنـمـا هـي اجـتـهـادا­ت أو مطامع أو جنايات بشرية يتحمل إثمها ووزرهـــــ­ـــــا أصـــحـــا­بـــهـــا، إذ ليس أحـــد مــن الـبـشـر مـعـصـومـًا سوى أنبياء الله ورسله فيما يبلغونه عــن ربــهــم جــل وعـــا، وأن تدخل املصالح السياسية واملادية باسم األديـان فعلت فعلها وشوهت سمعتها وهو ما ترجمته فصول قاسية من تاريخ األديـان تـروى بكل ألم، وال يزال الـبـعـض يـسـتـدعـي­ـهـا إلذكــــاء الــجــراح فـيـمـا يـتـعـني شرعًا ومنطقًا طي صفحتها وقد قال الحق سبحانه: «تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم وال تسألون عما كانوا يعملون». - الـتـنـوع املـذهـبـي والـثـقـاف­ـي فــي املجتمعات اإلســالمـ­ـيــة يقتضي إقـامـة شـراكـة عـادلـة ضمن عقد اجتماعي يتوافق عليه الجميع، يرفض دعوات االستعالء املذهبي والثقافي، ويستثمر تعدد الرؤى وتباين النظر في إثراء الحياة املدنية والحضارية، وحفظ مقدرات األمـة، وتحقيق تنمية وطنية شاملة تسعد الجميع، ويبرهن على أن التعدد والتنوع اإليجابي ثــراء معرفي يـضـاف لرصيد األمة اإلسالمية ثقافيًا وحضاريًا. - إحياء مبادرات الحوار بني املسلمني ضـرورة ال مناص منها لتجاوز النزاعات والسجاالت السلبية، والسمو بهذا الوعي إلى تعزيز السلم املذهبي، وإشاعة ثقافة التراحم والتآخي وتقريب وجهات النظر بينهم. - مــا يـثـار عــن اإلســـالم مــن سلبيات يـعـبـر عــن الجهل بحقيقته، ويـكـشـف مــن جـانـب آخــر تقصير بـعـض املسلمني فــي سلوكهم املــعــمـ­ـم بـالـحـكـم الــخــاطـ­ـئ عـلـى اإلســـــا­لم، فـحـمـالت الـتـشـويـ­ه ضد اإلسالم يتحمل بعض املسلمني نصيبًا من وزرها. - اجتهادات علماء املذاهب اإلسامية إثراء مهم يعبر عن فهومهم الـشـرعـيـ­ة الـتـي وصــلــوا إلـيـهـا بحسب سياقات الـــزمـــ­ان واملـــكــ­ـان واألحـــــ­ـوال واألعـــــ­ــراف، وهـــي اجتهادات جديرة باالحترام، ال التقديس والتعصب. - تـأكـيـد أن الـــوحـــ­دة اإلســامــ­يــة تـعـنـي الـــوفـــ­اق والتآلف والـتـعـاو­ن وتوحيد الجهود فـي مواجهة مـوجـات الشر، وفي طليعتها أفكار التشدد والتطرف واإلرهاب. املشعة

 ??  ?? مفتي عام المملكة يستمع للمشاركات. أمين رابطة العالم اإلسالمي متحدثًا في الجلسة االفتتاحية التي حضرها أمير منطقة مكة المكرمة األمير خالد الفيصل وألقى كلمة خادم الحرمين الشريفين.
مفتي عام المملكة يستمع للمشاركات. أمين رابطة العالم اإلسالمي متحدثًا في الجلسة االفتتاحية التي حضرها أمير منطقة مكة المكرمة األمير خالد الفيصل وألقى كلمة خادم الحرمين الشريفين.
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia