Okaz

جماعات «اإلسالم السياسي» شّقت الصف ونسجت املكائد

-

وأضــاف املؤتمرون في توصياتهم أن الـوحـدة اإلسامية تعني نبذ كل شعار أو اسم مرادف السم اإلسام الجامع للمسلمني وعدم القبول بأي دخيل مزاحم له من الشعارات واألسماء املعبرة عن اتجاهات فكرية وحزبية خرجت عن هداية اإلســام، وخصوصًا ما يسمى باإلسام السياسي الذي يتغيا تحقيق أهداف سياسية دخلت عبر تاريخها الـطـويـل - منذ تأسست حتى الــيــوم - فــي صــراعــات ومـكـائـد مــع نفسها عندما تنفرد بالسيادة، ومع غيرها عندما تكون خارج السيادة، والشاهد التاريخي يفيد بأنها لم تنل خيرًا سـوى شق الصف اإلسـامـي الـواحـد الــذي يعتز جميعه بأنه محسوب على األخــوة اإلسامية ال على فصيل أو حـزب أو جماعة تحتكر هـذه األخــوة وتعتقد في أدبيات رموزها أن األمة قد ارتدت على أدبارها وأنها تعيش جاهلية جديدة وتشكك األمـة في إيمانها وإسامها، وهي بمكرها تظهر الــوداد واللني للمسلمني كافة داخل دولهم الوطنية مبدية في الظاهر احترام شرعيتها عندما تكون الدولة الوطنية في يسرها وسكينة أحداثها، فيما تلتف على ذلـك كله في عسرها وعاصف أحداثها في سلسلة من التدابير املكشوفة على وجدان األمة بمحاوالت تعمق خسارتها وهزائمها، غير متعظة بنفسها قبل غيرها يحملها إلــى ذلــك: اللهاث على األخــذ بـزمـام األمور، واحتكار اإلســام على مواصفات عنفها املبيت واملكشوف فيما لم تلبث (قليا) وقد هيمنت (وقــتــًا يـسـيـرًا) حـتـى ضــربــت ذات الـيـمـني وذات الـشـمـال بــل صــار فــي داخلها مساجات ومـواجـهـا­ت، وهـي في ذلـك كله ال تتوانى عن التنازل عن القيم التي تزعم بعثها مـن جـديـد، وال عـن عــرض نفسها على مـن حــذرت كتاباتها وبياناتها وراسخ أدبياتها من غزو أفكار اآلخر للقيم اإلسامية. وشــــددوا عـلـى أن اعــتــدال اإلســـام املـمـثـل ملنهجه الــواحــد بـشـعـاره الـشـامـل والحاضن للجميع، يرى أن قيم اإلسام ثابتة ال تقبل املزايدة وال التنازل مهما تكن الذرائع، وأن اآلخر غير اإلسامي له حق الكرامة وحسن التعايش ومحبة الخير له والتعاون الصادق معه لتحقيق املصالح املشتركة والسعي لبناء جسور املحبة والوئام اإلنساني، وصوال لعالم يسوده العدل والحرية والسام مع تبادل حسن الظن بني الجميع، والبعد عن افتعال الصدام الحضاري والثقافي وعن مبالغات نظريات املؤامرة واملكايدة، والعمل معًا ملواجهة التطرف املحسوب زورًا على اإلسـام والتطرف املضاد في صورته األبرز املسماة اإلساموفوب­يا، مع أهمية إدراك الجميع أن االختاف والتنوع والتعددية سنة من سنن الله تعالى في خلقه وأنه ال حمل على األديان واملذاهب واألفكار باإلكراه، وأن ممارسات من يفعل ذلك تخطئ شرعًا وعقا، وأن الله سبحانه هو من يحكم بني العباد يوم القيامة، وأنه ال عصمة ألحد بعد األنبياء واملرسلني، وأن هذا االختاف والتنوع يكون كذلك داخـل الدين نفسه كما في املذاهب اإلسامية وغيرها، وأن مبدأ املجافاة والتوجس من املخالف ال يرتد سلبًا على الدين اآلخر فقط بل على داخل الدين نفسه، وأن السبيل األمثل في ذلك كله هو دعـوة الجميع إلى كلمة سـواء بالحوار الحضاري الذي يستصحب محبة الخير للجميع. وشدد املؤتمر على أن الوحدة اإلسامية ال تحمل تجاه اآلخر سوى محبة الخير وحسن التفاهم والتعايش والتعاون، والحوار بالحسنى، وأن سلبيات الكراهية والتنابز السائد في كتابات من لم يتخلق بقيم اإلسـام الرفيعة ال تمثل اإلســام، وليست محسوبة إال على أصحابها. ودعا املؤتمر املسلمني إلى التمسك باالسم الجامع الشريف الذي سمانا الله به «هو سماكم ُْ املسلمنيمن قبل» (الحج: ،)78 وإلى تجاوز األسماء الضيقة القائمة على التصنيف واإلقصاء يما يحمله من مخاطر على الفرد والجماعة، وال سيما تعميق النعراِت الطائفية والنظرياِت اإلقصائية والتزهيد في شرف املظلة الكبرى الجامعة للمسلمني كافة وهو اسم وشعار اإلسام وليس غيره.

 ??  ?? العلماء والمفكرون يتصدرون الصفوف.
العلماء والمفكرون يتصدرون الصفوف.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia